«كَانَ يُصَلِّي إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، كَانَتْ تِلْكَ صَلَاتَهُ، يَسْجُدُ السَّجْدَةَ مِنْ ذَلِكَ قَدْرَ مَا يَقْرَأُ أَحَدُكُمْ خَمْسِينَ آيَةً قَبْلَ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ، وَيَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ، ثُمَّ يَضْطَجِعُ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمُنَادِي لِلصَّلَاةِ»
إِنَّ فِي اللَّيْلِ لَسَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللهَ خَيْرًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ
كان الصحابة رضوان الله عليهم يحبون النبي صلى الله عليه وسلم حباً جماً، ويعظمونه تعظيماً كبيراً، قلَّ نظيرهما وندر وجودهما، حتى شَهِد لهم بذلك الأعداء قبل الأولياء، ولقد عَبَّروا رضوان الله عليهم عن هذا الحب العظيم للنبي صلى الله عليه وسلم بأشكال مختلفة وصور متنوعة.
كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحلم الناس، وأسخى الناس، وأعطف الناس. وكان يخصف النعل، ويرقع الثوب، ويخدم في مهنة أهله. وكان أشد حياء من العذراء في خدرها. وكان يجيب دعوة المملوك، ويعود المرضى، ويمشي وحده، ويردف خلفه، ويقبل الهدية، ويأكلها، ويكافئ عليها، ولا يأكل الصدقة، ولا يجد من الدقل (التمر) ما يملأ بطنه، ولم يشبع من خبز بر ثلاثة أيام تباعاً
كرامات أولياء الله إنما حصلت ببركة اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم. فهي في الحقيقة تدخل في معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم، وكرامات الصحابة والتابعين بعدهم وسائر الصالحين كثيرة جدا، منها:
هم أصحاب قوة لا تقاوم، وأعداد لا تحصر، فأذاهم شديد، وضررهم بالغ، ولا يد لأحد على مقاومتهم، فيفر الناس منهم إلى الجبال، أو يتحصنون في بيوتهم ويلوذون ويلجئون إلى الله بالدعاء والتضرع، ويؤمر نبي الله عيسى عليه السلام بأن يخرج بعباد الله إلى الطور
حب المسلم لرسول الله صلى الله عليه وسلم عمل قلبي من أجل أعمال القلوب، وأمر وجداني يجده المسلم في قلبه، وعاطفة طيبة تجيش بها نفسه، وإن تفاوتت درجة الشعور بهذا الحب تبعًا لقوة الإيمان أو ضعفه. ورابطة من أوثق روابط النفوس تربط المسلم برسول الله صلى الله عليه وسلم وتجعل قلبه وهمه وفكره وإرادته متوجهة لتحصيل ما يحبه الله ورسوله من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة.
قيام الليل عبادة جليله وقربة عظيمة وشريعة ربانية وسنة نبوية وخصلة حميدة ومدرسة إيمانية وخلوة برب البرية. ومع كل هذه الخصال الحميدة والصفات المجيدة فإن هذه الشعيرة الجليلة قل الراغبون فيها وأصبحت عند كثير من الناس نسيا منسيا. فإنا لله وإنا إليه راجعون!
ما من نبي أُرسل إلّا وأيده الله تعالى بالمعجزات؛ لتكون برهانًا واضحًا للناس في إثبات رسالته
من أفضل الأعمال وأجل الطاعات التي رغب فيها الشارع قيام الليل، فهو دأب الصالحين، وتجارة المؤمنين، ففي الليل يخلو المؤمنون بربهم، فيشكون إليه أحوالهم، ويسألونه من فضله.
هو خير من مشى على الأرض، وخير من طلعت عليه الشمس، بل هو شمس الدنيا وضياؤها بهجتها وسرورها، ريقه دواء ونفثه شفاء وعرقه أطيب الطيب، أجمل البشر وأبهى من الدرر، يأسر القلوب ويجتذب الأفئدة. إنه محمد صلى الله عليه وسلم.
كان للنبي ﷺ مواقف وشواهد تدل على نبوته وصدقه ﷺ، ومنها هذه الدلائل العظيمة، تعرف عليها الآن
إن العبد إذا علم أن الجبروت صفة لله وحده؛ أدرك ضعفه وعجزه وخاف ربه، قَالَ ﷺ: يَقُولُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ: «الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي، فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا، أَلْقَيْتُهُ فِي النَّارِ».