من شكر الله عز وجل على نعمه، ولأهمية اغتنام الفرص العظيمة التي تعين على الانتفاع بالأعمار القصيرة، والأنفاس المحدودة المعدودة نقف مع صيام يوم عاشوراء.
مما يدل على عظم منزلة الخشوع في الصلاة: أن الله تعالى يعرض عن من التفت بقلبه أو ببصره, لحديث الحارث الأشعري يرفعه، وفيه: وإن الله أمركم بالصلاة، فإذا صليتم فلا تلتفتوا؛ فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت. [الترمذي 2863]
تُولَد المِنَح من رَحِم المِحَن: حيث قال تعالى بعد هلاك فرعون وقومه: {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ} [الأعراف:137]
إن لشهر الله المُحرَّم مكانةً عظيمةً وفضائلَ عديدةً، فهو من الأشهُر الحُرُم؛ والأشهُر الحُرُم هي (ذو القعدة - ذو الحجة - مُحرَّم - رجب)، وتحريم الله تعالى لهذه الأشهُر من قديم الزمان حيث كان قبل خَلْق الإنسان أصلًا؛ قال تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ...} [التوبة:36]؛ ووُصِفت بهذا الوصف لأن الله تعالى عظَّمَ فيها الحُرُمات؛ أي جَعَلَ إثمَ ارتكاب الحرام فيها أكبر من غيرها؛ ولذلك قال تعالى: {فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ}. لكن على الجانب الآخَر؛ جعَلَ اللهُ -من رحمته- أجرَ فِعل الطاعة فيها أكبر من غيرها أيضًا.
إن أعظم دروس يوم عاشوراء وأجمل معانيه الإيمانية، استشعار معنى نجاة الله لعباده المؤمنين، نجاة بغير حربٍ ولا أسباب قوة، فقط قلوبٌ مخلصة، ودعواتٌ مخلصة، استجابها الله لعباده المستضعفين بعدما انقطعت بهم الأسباب وفارقتهم القوة.
من أسماء اللَّه عز وجل: الغفور، والغفَّار. ومعناهما: الساتر لذنوب عباده وعيوبهم، المتجاوز عن خطاياهم، وذنوبهم، ويقال: استغفرت اللَّه: سألته المغفرة. والاستغفار: طلب ستر الذنوب والعيوب، والتجاوز والعفو عنها، بالمقال والفعال. ومن دعاء المؤمنين ﴿وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا﴾ [البقرة: 286]
عن أنس رضي الله عنه، أنه كان مع رسول الله ﷺ جالسًا ورجل يصلي، ثم دعا: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت المنان، بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لقد دعا الله باسمه العظيم، الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى
من الأعمال والعبادات العظيمة، في هذه الأيام ذكر الله بالتكبير والتحميد والتهليل، ورفع الصوت بذلك، قال الله تعالى:{وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ}[الحج:28].
أوتي النبي صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم وهذا الحديث اشتمل على أدعية عظيمة وجامعة لخيري الدنيا والآخرة، والأدعية النبوية هي أشرف الأدعية؛ لما تشتمل عليه من المعاني السامية، والمطالب العالية، وما فيها من شرف الألفاظ، وجمع المعاني الكثيرة بالجمل القليلة