
إنه نبي الله زكريا -عليه السلام-؛ ذلك الرجلُ الطاعنُ في السِّنِّ الذي تجاوزَ السبعينَ عامًا، وزوجتُه التي قد بَلَغَتْ سِنَّ اليأسِ، لكنَّ نَفْسَه تاقَتْ إلى إنجابِ ولدٍ كي يحملَ هَمَّ الدعوةِ خوفًا من أن يَضِلَّ الناسُ بَعدَه. وعلى الرغمِ من غيابِ كلِّ الأسبابِ الماديةِ للإنجابِ؛ فإنه لم يَيْأسْ وَدَعَا ربَّه قائلًا: {رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ}.
ثم لَـمَّا سَمِعَ سيدُنا زكريا مَن ينادِيهِ ويُبَشِّرُه بالولدِ، وَسْوَسَ إليهِ الشيطانُ أنَّ ما سَمِعَه أوهامٌ وأكاذيب، فَدَعَا ربَّه أن يُرِيَهُ آيةً تُثْبِتُ له صحةَ ما سَمِعَه؛ فقال: {رَبِّ اجْعَل لِّيَ آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزًا وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ}.
فَكُن على يقينٍ وأنتَ تَدعو اللهَ بأنه سبحانَه على كل شيءٍ قدير، واعتَصِم به واسأله أن يَعصِمَك من وَساوِسِ الشيطان وأن يَصرِفَها عنكَ، وأن يُبَصرِّكَ بالحقِّ إذا لبَّسَ عليك الشيطانُ أمورَ دِينِك أو دُنْياك!
شارِك تلك الفائدة مع أحبابك ودلّهم على الخير؛ لعلها تزيد القلوب يقينًا وتصرف وساوس الشيطان.