أحزاننا مَحفوفة برحمة الله!

شَرَعَ اللهُ الحِدَاد والعزاء لأن كَبتَ الآلام والأحزان ليس صبرًا ما دام هناك سبيل لخروجها؛ إذ إن كَبتَها يَفتِك بالنفس البشرية فتكًا ويكشف مدى قسوة الإنسان على نفسه وإثقالها بما لا تطيق.

شَرَعَ اللهُ الحِدَاد والعزاء لأننا نحتاج البكاءَ على مُصابنا الأليم، ولأن الحُزن في مصيبة الموت إذا طرَقَ أبوابنا فلا بُدَّ من حُسن استقباله وإكرام ضيافته لأنه عابرُ سبيلٍ لا فائدة من صَدِّه وزَجرِه.

شَرَعَ اللهُ الحِدَاد والعزاء كي نستقبل المُعَزِّين؛ لأننا نحتاج مشاركةَ آلامنا وأحزاننا مع مَن نحبهم ونثق فيهم، ولأننا نحتاج المواساةَ مِمَّن نحبهم وأن نجد تعاطفهم معنا وأنهم يتألَّمون لألَمنا ويحزنون لأحزاننا.

شَرَعَ اللهُ الحِدَاد والعزاء كي تُخفَّف عنَّا الأحزان والآلام كي نستطيع تجاوزها ومواصلة مسيرة الحياة، إلى أن تنتهي الرحلة إلى ذلك المُستقَر الذي يلتقي فيه الأحبة وتُنسِي الغمسةُ فيه كل شقاء.

شارك تلك الفائدة مع أحبابك؛ لعلها تخفِّف عن مَحزونٍ قد فَقَدَ مَن يحبُّه!