
اِلْتَقَمَ الحوتُ سيدَنا يونس -عليه السلام- فأصبح مهمومًا مغمومًا في ظلمات ثلاث (ظُلمة بطن الحوت - ظُلمة البحر - ظُلمة الليل)؛ فما كان منه إلا أن ناجى ربه قائلًا: {لا إِلَهَ إِلا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}؛ مُعترفًا بتقصيره ومُعترفًا بوحدانيته سبحانه؛ فكان جزاؤه عند ربه أن نجَّاه من تلك الشدائد، وأخرجه آمنًا مطمئنًا إلى البَرِّ.
ولم ينتهِ الأمر عند ذلك بل إن الله تعالى أنبَتَ له شجرةً مخصوصةً تتناسب مع ظروفه الجسدية حينها؛ حيث كان هزيلًا ضعيفًا كالطير الصغير الذي لا ريش له، فأنبتَ اللهُ له شجرةً تُؤكل ثمارها على أي حال!
فإذا الْتَقَمَتْك الدنيا وعِشْتَ في ظُلمة المُكابَدة أو ظُلمة الدَّين أو ظُلمة المعصية أو ظُلمة الحزن؛ فكُن كصاحب الحوت وافزع إلى ربك وناجِه بصِدق كي ينجِّيك من ظُلمات الدنيا والآخرة، وتذكر قول النبي ﷺ: «دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ »!
شارِك بالتعليق وحدِّثنا عن موقف قلتَ فيه تلك الدعوة وأثَرها عليك.