
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً». صحيح البخاري (7405)، صحيح مسلم (2675).
للأسف كثير منا يفهم حسن الظن بالله هنا فهمًا خاطئًا، فنجد أن الإنسان يترك الطاعة ويأتي المعصية، ثم يقول: أحسب أن الله سيعافيني، فهو كريم، وظني به أن يغفر لي ويرحمني!
نعم ربنا غفور رحيم، لكن ليس هذا موطن حسن الظن بالله أبدًا، يقول ابن القيم: حسن الظن إن حمَل على العمل وحث عليه وساعده وساق إليه: فهو صحيح، وإن دعا إلى البطالة والانهماك في المعاصي: فهو غرور. الجواب الكافي (24).
والأصل في المسلم أن يكون دائمًا حسن الظنَّ بربه تعالى، وأكثر ما يتعيَّن على المسلم حسن الظن بربِّه تعالى عند قيامه بالطاعات، «أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي» فيلاحظ في الحديث علاقة حسن الظن بالعمل أوضح ما يكون.
قال الحسن البصري رحمه الله: إن المؤمن أحسنَ الظنّ بربّه فأحسن العملَ، وإنّ الفاجر أساءَ الظنّ بربّه فأساءَ العمل.
الزهد لأحمد بن حنبل (402) .
فحُسن الظن بالله هو حُسن العمل نفسه؛ فإن العبد إنما يحمله على حسن العمل ظنه بربه أنه يجازيه على أعماله ويثيبه عليها.
اللهم وفقنا لطاعتك وأعنا على ذكرك وشكرك وحُسن عبادتك...
شارك الفائدة مع أحبابك ودلهم على الخير...