مدونة المصلي >> إيمانيات

لماذا نشعر بثقل الطاعة أحياناً؟!

لماذا نشعر بثقل الطاعة أحياناً؟!
2022‏/08‏/28
33٬374

أحيانًا يشعر المسلم في بعض فترات حياته أن الطاعة ثقيلة عليه، وأنه لا يشعر بهذا النشاط الذي يدفعه لأداء العبادات، ثم يبدأ الشيطان يوسوس له أن طاعاتك غير مقبولة، وأنك كنت تفعلها رياءً، ثم قد يصل به الأمر إلى أن يثبطه عن أداء الطاعات، وهذه معضلة كبيرة.
اعلم أن الشيطان ود لو فاز منك بهذه!! فهي سبيله ليبعدك عن طاعة الله، وهي غايته ليصدك عن ذكرك الله، فلا تستلم له أبدًا، وقل لشيطانك: لن تهزمني، فقد وعدني الله انشراحاً في الصدر وطمأنينة في القلب إن أقبلت عليه وأكثرت من ذكره، "ألا بذكر الله تطمئن القلوب" وحذرني إن ابتعدت عنه أن تضيق بي الحياة، "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً"...

أخي الكريم، إلزم باب ربك، ولازم ذكره وأكثر من استغفاره، فليس أيسر من الذكر، فلئن استثقلت عليك الطاعات، فلازم أيسرها وداوم عليها، فأحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل... ومن لازم طرق الباب يوشك أن يفتح له، فأكثر من ذكر الله حتى يلين قلبك، ويقبل على طاعة ربه...

واعلم أن ما تمر به أمر جعله الله في خلقه، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ شِرَّةً وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةً فَإِنْ كَانَ صَاحِبُهَا سَدَّدَ وَقَارَبَ فَارْجُوهُ وَإِنْ أُشِيرَ إِلَيْهِ بِالأَصَابِعِ فَلا تَعُدُّوهُ " رواه الترمذي 2453 وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (1995) .

ومعنى ( إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ شِرَّةً ) أَيْ حِرْصًا عَلَى الشَّيْءِ وَنَشَاطًا وَرَغْبَةً فِي الْخَيْرِ ...

( وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةً ) أَيْ وَهَنًا وَضَعْفًا وَسُكُونًا، و هو ما تمر به الآن.

( فَإِنْ صَاحِبُهَا سَدَّدَ وَقَارَبَ ) أَيْ جَعَلَ صَاحِبُ الشِّرَّةِ عَمَلَهُ مُتَوَسِّطًا وَتَجَنَّبَ طَرَفَيْ إِفْرَاطِ الشِّرَّةِ وَتَفْرِيطِ الْفَتْرَةِ .

( فَاَرْجُوهُ ) أَيْ ارْجُوا الْفَلاحَ مِنْهُ فَإِنَّهُ يُمْكِنُهُ الدَّوَامُ عَلَى الْوَسَطِ , وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ أَدُومُهَا .

أكثر من الدعاء أن يلين الله قلبك، ويأخذ بيدك إليه، وأن يردك إلى دينك رداً جميلاً.

لازم ذكر الله وأكثر من الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

اجعل لك صحبة صالحة تعينك على الخير، فالمرء على دين خليله

املأ وقتك بما ينفعك ويقربك من ربك...

 

ثم أخيراً، اعلم أنك إن كنت حزينًا لأن الطاعة ثقيلة عليك، وأنك تؤدي الطاعة على غير مراد الله، فهذا دليل على جذوة الإيمان في قلبك، وأنها ثمرة تريد أن تزهر، ولكن الشيطان يحاول أن يطفىء جذوتها، فلا يغلبنك الشيطان على نفسك، واستعن عليه بذكر الله...

ردنا الله وإياكم إلى دينه رداً جميلاً...
شارك الفائدة مع أحبابك، ودلهم على الخير...

مقالات متعلقة

2022‏/08‏/17
71٬155

أسباب سعة الرزق وبركته!

إن سعة الرزق وبركته لا يتأتَّى إلا بتوفيق من الله تعالى، كما أن الرزق الواسع من زينة الحياة الدنيا؛ وقد دلنا النبي ﷺ على أعظم أسباب سعة الرزق وزيادته. اضغط هنا وتعرف على هذه الأسباب.

مع تطبيق المصلي تعرف على المساجد القريبة أينما كنت بمنتهى الدقة

حمل المصلي الآن

مدار للبرمجة © 2022 جميع الحقوق محفوظة لشركة مدار البرمجة