
بدأنا في الفائدة السابقة بذكر ثلاثة من أسباب النجاة من النار، وإليكم تكملة هذه الأسباب العظيمة.
النجاة من النار هي غاية كل إنسان مسلم، وحتى نفوز بهذه الغاية فلا بد من أن نحقق أسبابها، وهذه الأسباب كثيرة، ومنها ما يلي:
4- استجارة العبد بالله من النار:
قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (٦٥)﴾ [الفرقان: 65]
وعَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا يَسْأَلُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ اللهَ الْجَنَّةَ ثَلَاثًا إِلَّا قَالَتِ الْجَنَّةُ: اللهُمَّ أَدْخِلْهُ، وَلَا اسْتَجَارَ رَجُلٌ مُسْلِمٌ اللهَ مِنَ النَّارِ ثَلَاثًا، إِلَّا قَالَتِ النَّارُ: اللهُمَّ أَجِرْهُ "». [(صحيح) مسند أحمد (12439) وفي صحيح الجامع (5630)]
5- المحافظة على صلاتي الفجر والعصر:
فعن عمارة بن رؤيبة رضي الله عنه، قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: « لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا - يَعْنِي الْفَجْرَ وَالْعَصْرَ -. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ: آنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ الرَّجُلُ : وَأَنَا أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي » [صحيح مسلم (634)]
6- المحافظة على أربع ركعات قبل الظهر، وأربع بعدها:
فعن عَنْبسةَ بن أبي سفيانَ قال: سمعتُ أختي أُمَّ حَبِيبةَ زوجَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم تقولُ: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "مَن حافظَ على أربعِ ركعاتٍ قبلَ الظهرِ وأربعٍ بعدها، حَرَّمَهُ الله على النَّارِ" [(صحيح) سنن الترمذي (429) وأبو داود (1269)، وابن ماجه (1160)]
7- إحسان تربية البنات أو الأخوات:
عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: «جَاءَتْنِي امْرَأَةٌ مَعَهَا ابْنَتَانِ تَسْأَلُنِي، فَلَمْ تَجِدْ عِنْدِي غَيْرَ تَمْرَةٍ وَاحِدَةٍ، فَأَعْطَيْتُهَا فَقَسَمَتْهَا بَيْنَ ابْنَتَيْهَا، ثُمَّ قَامَتْ فَخَرَجَتْ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَحَدَّثْتُهُ فَقَالَ: مَنْ يَلِي مِنْ هَذِهِ الْبَنَاتِ شَيْئًا فَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ، كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنَ النَّارِ.». [صحيح البخاري (5995)].
ونكمل في الفائدة القادمة إن شاء الله. وصل اللهم وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. انشر تؤجر.