حمل المصلي الآن
مدونة المصلي >> إيمانيات

أسباب مغفرة الذنوب

أسباب مغفرة الذنوب
2024‏/07‏/25
44٬316

المغفرة، والغفر: التغطية على الذنوب والعفو عنها، ومن أسماء اللَّه عز وجل: الغفور، والغفَّار. ومعناهما: الساتر لذنوب عباده وعيوبهم، المتجاوز عن خطاياهم، وذنوبهم، ويقال: استغفرت اللَّه: سألته المغفرة. والاستغفار: طلب ستر الذنوب والعيوب، والتجاوز والعفو عنها، بالمقال والفعال. ومن دعاء المؤمنين ﴿‌وَاعْفُ ‌عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا﴾ [البقرة: 286] 
«إن المذنب محتاج إلى ثلاثة أشياء: أن يعفو الله عنه فيما بينه وبينه، وأن يستره عن عباده فلا يفضحه به بينهم، وأن يعصمه فلا يوقعه في نظيره». [تفسير ابن كثير (1/ 738)]
الاستغفار تغفر به الذنوب، ويدخل الجنة.
قال اللَّه تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} آل عمران: 135 - 136
الأذان:
يُغفر للمؤذن مدى صوته وله مثل أجر من صلى معه؛ لحديث الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنهما، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الْمُقَدَّمِ، وَالْمُؤَذِّنُ يُغْفَرُ لَهُ مَدَّ صَوْتِهِ، وَيُصَدِّقُهُ مَنْ سَمِعَهُ مِنْ رَطْبٍ وَيَابِسٍ، وَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ صَلَّى مَعَهُ". صححه الألباني في صحيح الترغيب 1/ 99
الدعاء بعد الأذان:
عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذِّنَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَاّ اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً، وَبِالإِسْلَامِ دِينًا، غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ». قَالَ ابْنُ رُمْحٍ فِي رِوَايَتِهِ: «مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذِّنَ وَأَنَا أَشْهَدُ …» مسلم 386
إسباغ الوضوء ثم الصلاة بعده ركعتين:
عَنْ حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ أَنَّهُ رَأَى عُثْمَانَ دَعَا بِوَضُوءٍ، فَأَفْرَغَ عَلَى يَدَيْهِ مِنْ إِنَائِهِ، فَغَسَلَهُمَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَمِينَهُ فِي الْوَضُوءِ، ثُمَّ تَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَاسْتَنْثَرَ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَيَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ ثَلَاثًا، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ غَسَلَ كُلَّ رِجْلٍ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا، وَقَالَ: «مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَا يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" متفق عليه.
إسباغ الوضوء ثم صلاة الفريضة:
عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَا يَتَوَضَّأُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ فَيُحْسِنُ الْوُضُوءَ فَيُصَلِّي صَلَاةً إِلَاّ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الصَّلَاةِ الَّتِي تَلِيهَا ". متفق عليه.
الأذكار أدبار الصلوات المفروضة:
لحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من سبَّحَ اللَّه دُبُرَ كلّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثين، وحمد اللَّه ثلاثًا وثلاثين، وكبّر اللَّه ثلاثًا وثلاثين، فتلك تسعة وتسعون، وقال تمام المائة: لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، غفرت خطاياه ولو كانت مثل زَبَدِ البَحْرِ" مسلم 597
‌سُبْحَانَ ‌اللَّهِ ‌وَبِحَمْدِهِ ‌فِي ‌يَوْمٍ ‌مِائَةَ ‌مَرَّةٍ:
 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ قَالَ: ‌سُبْحَانَ ‌اللَّهِ ‌وَبِحَمْدِهِ ‌فِي ‌يَوْمٍ ‌مِائَةَ ‌مَرَّةٍ، ‌حُطَّتْ ‌خَطَايَاهُ، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ" رواه البخاري ومسلم. 
الصبر على البلاء والمصائب والأحزان والهموم: 
عن عبد اللَّه بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى مِنْ مَرَضٍ فَمَا سِوَاهُ إِلَاّ حَطَّ اللَّهُ بِهِ سَيِّئَاتِهِ كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا" متفق عليه
عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمٍّ، وَلَا حُزْنٍ، وَلَا أَذًى، وَلَا غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ " متفق عليه
عن عائشة ’ قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُشَاكُ شَوْكَةً فَمَا فَوْقَهَا، إِلَاّ كُتِبَتْ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ" مسلم 2572
المصافحة بين المسلمين:
عَنِ الْبَرَاءِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَلْتَقِيَانِ فَيَتَصَافَحَانِ، إِلَاّ غُفِرَ لَهُمَا قَبْلَ أَنْ يَفْتَرِقَا» الصحيحة 525
دعاء كفارة المجلس:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ جَلَسَ فِي مَجْلِسٍ فَكَثُرَ فِيهِ لَغَطُهُ، فَقَالَ قَبْلَ أَنْ يَقُومَ مِنْ مَجْلِسِهِ ذَلِكَ: سُبْحَانَكَ الَّلهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ فِي مَجْلِسِهِ ذَلِكَ» صححه الألباني في صحيح الترغيب 1516
هذه مكفرات عظيمة من الأقوال والأعمال فاغتنم أوقاتك في طاعة الله، وفقني الله وإياكم لما يحبه ويرضاه، وإياكم ومحقرات الذنوب. أوَ تدّري ما مُحقرات الذنوب؟ إنها الذنوب التي يستصغرها ولا يبالي بها الكثير منا فيقع فيها بغير حساب، بل ويصرُّ عليها فلا يتركها لأنها كما يقال.. من صغائر الذنوب. ولو علم خطورتها، لما وقع فيها. فالأمر جدُ خطير.
وصلِ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه. انشر تؤجر وشاركنا تعليقاتك.
 

بحث

الأكثر تداولاً

مقالات متعلقة

2024‏/07‏/09
35٬250

غنيمتك الباردة في شهر محرم

إن لشهر الله المُحرَّم مكانةً عظيمةً وفضائلَ عديدةً، فهو من الأشهُر الحُرُم؛ والأشهُر الحُرُم هي (ذو القعدة - ذو الحجة - مُحرَّم - رجب)، وتحريم الله تعالى لهذه الأشهُر من قديم الزمان حيث كان قبل خَلْق الإنسان أصلًا؛ قال تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ...} [التوبة:36]؛ ووُصِفت بهذا الوصف لأن الله تعالى عظَّمَ فيها الحُرُمات؛ أي جَعَلَ إثمَ ارتكاب الحرام فيها أكبر من غيرها؛ ولذلك قال تعالى: {فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ}. لكن على الجانب الآخَر؛ جعَلَ اللهُ -من رحمته- أجرَ فِعل الطاعة فيها أكبر من غيرها أيضًا.

2024‏/07‏/18
45٬453

تحقيق الخشوع في الصلاة

مما يدل على عظم منزلة الخشوع في الصلاة: أن الله تعالى يعرض عن من التفت بقلبه أو ببصره, لحديث الحارث الأشعري يرفعه، وفيه: وإن الله أمركم بالصلاة، فإذا صليتم فلا تلتفتوا؛ فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت. [الترمذي 2863] 

2024‏/07‏/07
39٬062

أهدافك بالعام الهجري الجديد

العامُ مدةً كافيةً لقياس المرء مدى إنجازه أو إخفاقه في تخطيطه، وكذلك تظهر لديه خلال هذه المدة أمور ورُؤًى مُستجدَّة قد يضيفها إلى قائمة تخطيطه؛ ومن أبرز النصائح التي تؤخذ بعين الاعتبار أثناء التخطيط ما يلي:

مع تطبيق المصلي تعرف على المساجد القريبة أينما كنت بمنتهى الدقة

حمل المصلي الآن

مدار للبرمجة © 2025 جميع الحقوق محفوظة لشركة مدار البرمجة

Powered by Madar Software