
إذا ما سألنا أي إنسان: هل تحب الله؟ فسيجيب بالقطع نعم أحب ربي، لكن هذا الحب ليس بالكلام والادعاء فقط، إذ ينبغي له دليل على صدق الكلام.
والمولى عز وجل في كتابه يقول: { يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة: 54]، فقدم سبحانه حبه لعباده المؤمنين على حبهم له، فكأن حب الله لك هو الموصل إلى محبتك لله، فما هي الأعمال التي تحصل بها محبة الله لك؟!
العمل الأول: الإكثار والمداومة على النوافل: ففي الحديث القدسي أن الله عز وجل قال: «... وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ،...». صحيح البخاري (6502). فالإكثار من النوافل والمداومة عليها علامة من علامات حب الله لعبده، والنوافل هو كل عمل صالح غير الفريضة، كالصلاة النوافل ومنها السنن الرواتب، وكصيام التطوع، والصدقات بعد أداء زكاة المال، وغير ذلك من النوافل.
العمل الثاني : اتباع النبي صلى الله عليه وسلم: قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران: 31]. واتباع النبي صلى الله عليه وسلم يكون بالتمسك بأخلاقه وأقواله وأفعاله وهديه وسمته، وترجمتها إلى واقع ملموس في حياتنا.
العمل الثالث: الحب والتزاور والتباذل في الله: ففي الحديث القدسي أن الله قال: «حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ، وَالْمُتَحَابُّونَ فِي اللَّهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ». « مسند أحمد (22064)، صحيح الجامع (4321). والحب والتزاور والتباذل في الله معناه أن يحب المرء لا يحبه إلا لله، ومعنى المتزاورين في: أي أَنْ يَكُونَ زِيَارَةُ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ مِنْ أَجْلِهِ وَفِي ذَاتِهِ وَابْتِغَاءِ مَرْضَاتِهِ، مِنْ مَحَبَّةٍ لِوَجْهِهِ أَوْ تَعَاوُنٍ عَلَى طَاعَتِهِ. وَقَوْلُهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ: أي يَبْذُلُونَ أَنْفُسَهُمْ فِي مَرْضَاتِهِ.المنتقى شرح الموطأ حديث (1779).
شارك الفائدة مع أحبابك ودلهم على هذا الخير العميم..
واكتب لنا بالتعليقات عن أكثر الأعمال التي تواظب عليها لتحصل محبة الله عز وجل...