المسجد العتيق صاحب المئذنة الأقدم بالحجاز (بالصور)

تقع جدة التاريخية في وسط مدينة جدة، وتضم جدة التاريخية، أو ما يُعرف محليًا بجدة البلد، عددًا من المعالم التراثية، مثل مسجد عثمان بن عفان، ومسجد الشافعي، ومسجد الباشا، ومسجد عكاش، ومسجد المعمار، وجامع الحنفي، إضافة إلى الأسواق التاريخية، كما يوجد بها آثار سور جدة، وحارة المظلوم، وحارة البحر، وحار اليمن وحارة الشام، وفي 21 يونيو 2014 أدرجت ضمن مواقع التراث العالمي.

واليوم سنقف سريعاً مع مسجد من أقدم مساجد جدة التاريخية، بل هو المسجد صاحب المئذنة الأقدم بأرض الحجاز، حيث لم يتم هدمها منذ البناء، وإنما تم ترميمها، إنه مسجد الشافعي.

يقع مسجد الشافعي أو ما يعرف باسم "المسجد العتيق"، مجسداً درة العمارة الإسلامية في منطقة مدينة جدة التاريخية، يجاور المسجد غرباً سوق الصاغة والفضيات القديم وصانعي النحاس، وغرباً سوق النسيج والملابس المعروف بسوق البدو التاريخي.

وتم بناء مسجد الشافعي عام 1250 ميلادية، أي ما يقرب من ثمانية قرون، على يد أحد ملوك الأيوبيين في اليمن، الملك المظفر سليمان بن سعد الدين الثاني، والذي كان شافعي المذهب، وعلى هذا الأساس جرى تسميته بالشافعي، ثم جرى تجديد بناء المسجد عام 1533 ميلادية على يد تاجر هندي يدعى الخواجة محمد علي ، إلا أن التجديد لم يشمل مئذنة المسجد.

وقد تم تشييد المسجد من المواد التقليدية، كالطين البحري، والحجر المنقبي، والأخشاب، فيما ينقسم المسجد إلى قسمين، صحن مكشوف بغرض التهوية مربع الشكل وسط دكة ترتكز على أربعة أعمدة، والقسم الثاني هو إيوان القبلة.

وفي المسجد صهريج ماء يعبأ من مياه الأمطار لا يزال مستخدمًا لليوم لأغراض مختلفة، كما يوجد في حائط القبلة محراب مجوف زخرفت عقوده بالزخارف الزيتية والكتابات القرآنية المكتوبة بخط الثلث المعروف.

أما أعمدة المسجد فقد جلبت من مدينة نيسة بإثيوبيا، وهي مصنوعة من الرخام المخروط المائل إلى الحمرة.

وفي يونيو 2015، تم إعادة ترميم المسجد، حيث كانت آخر عملية إصلاح وترميم للمسجد قد تمت قبل 500 عام، وقامت الترميمات على الأساس القديم الذي بني عليه المسجد، خاصة أن المكونات الأساسية للمسجد تعتمد على الجبس والرمل، وأصبح المسجد بهذا الرونق الجميل: