كيف وماذا نخطِّط للعام الهجري الجديد؟

يقول خبراء الإدارة: "غياب التخطيط أو الفشل في التخطيط إنما هو تخطيط للفشل"؛ وهذا مُشاهَد في حياتنا عِيَانًا بَيَانًا حيث نجد مَن يسير بلا خطة في حياته مُشتَّتًا دائمًا وقليلَ الإنجاز، ونحن هنا نتحدث عن أهمية التخطيط لا عن المفاضَلة بين التوقف والعشوائية والتخطيط؛ إذ إن العشوائية أفضل من التوقف لكن في الوقت نفسه التخطيط أفضل من العشوائية؛ فنحن نتحدث عن الصورة النموذجية الواقعية لحياة المسلم؛ وهي أن يكون مُنظَّمًا في حياته مُخطِّطًا لها.

وفي العادة يكون العامُ مدةً كافيةً لقياس المرء مدى إنجازه أو إخفاقه في تخطيطه، وكذلك تظهر لديه خلال هذه المدة أمور ورُؤًى مُستجدَّة قد يضيفها إلى قائمة تخطيطه؛ ومن أبرز النصائح التي تؤخذ بعين الاعتبار أثناء التخطيط ما يلي:

 أولًا: واقعية التخطيط: فعادةً ما يكون المرء مُتحمِّسًا أثناء تخطيطه؛ فينتج -غالبًا- عن هذا التحمُّس غياب الواقعية، فيضع مَهامَّ فوق استيعاب طاقته الوقتية والنفسية؛ وبالتالي يُخفِق في الإنجاز، وأسوأ ما ينتج عن هذا الإخفاق هو شعوره بالإحباط الشديد وفَقْد الثقة في نفسه، والحقيقة أنه لا يفعل شيئًا سوى أنه يجلد ذاته بسبب غياب الواقعية أثناء تخطيطه ابتداءً.

ثانيًا: قليلٌ متصل خيرٌ من كثيرٍ منقطع: في يوم ما قرَّر شخص أن يقرأ كتابًا ضخمًا تتجاوز صفحاته (1500) صفحة، فلمَّا قام بعملية حسابية وَجَد أن قراءة صفحتَين يوميًّا تعني الانتهاء من الكتاب بعد عامَين، فاستقلَّ هذا العدد وقرَّر أن يجعل وِرده خمس صفحات يوميًّا -وهو يعلم أن وقته لا يستَوْعِب أكثر من صفحتَين-، وبالفعل بدأ في قراءة خمس صفحات يوميًّا لكن هذا لم يستمر أكثر من أسبوع واحد ثم ترك الكتاب بالكلية، ومَرَّ العامَان ولم يقرأ من الكتاب سوى صفحات معدودة!

ثالثًا: (العبادة - الصحة - التعلُّم – التكسُّب والسعي في طلب الرزق - استثمار المال أو ادخاره - دائرة المقرَّبين كالوالدَين والزوج والزوجة والأبناء والأقارب ذوي الرَّحم - السعي في قضاء حوائج الآخرين): يجب ألَّا تخلو قائمة التخطيط من هذه المحاور؛ إذ إنها أعمدةُ سعادةِ المسلم في الدنيا والآخرة، وهي تحقِّق التوازن في حياة المسلم كي يجمع بين الدِّين والدنيا.

شارك تلك الفائدة مع أحبابك كي يبدأوا عامًا هجريًّا جديدًا مليئًا بالإنجاز والنجاح