مدونة المصلي >> تعليمي

كن أنت الجليس الصالح !

كن أنت الجليس الصالح !
2022/11/03
29,188

الجليس الصالح والصديق الصالح من أعظم هبات الله لعبده، فالأصدقاء يتشابهون في الأخلاق والطباع، ويقتدون ببعضهم في كثير السمات والصفات؛ لذا كان للصديق على صديقه أثر عظيم في الدنيا والآخرة.

فقد نزل قوله تعالى: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا} [الفرقان: 27 - 29]، نزلت في عقبة بن أبي معيط، حيث كان يكثر من مجالسة النبي ﷺ وكان حليماً معه ولا يؤذيه، فعلم صاحبه وصديقه أبي بن خلف فعاتبه في ذلك كثيراً، وقال له صبأت؟، فقال عقبة: لا، فأخبره صاحبه أنه لن يرضى عنه حتى يؤذي النبي ﷺ، ففعل، فتوعده النبي ﷺ بالقتل إن رآه خارج مكة، وقد كان بالفعل في غزوة بدر، فأمر علي رضي الله عنه أن يقتله. الدر المنثور للسيوطي (6/ 249).

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ». مسند أحمد (14/ 142).
فالصاحب ساحب كما يقال؛ لذا نتخير الأصحاب الصالحين، فعن أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالجَلِيسِ السَّوْءِ، كَمَثَلِ صَاحِبِ المِسْكِ وَكِيرِ الحَدَّادِ، لاَ يَعْدَمُكَ مِنْ صَاحِبِ المِسْكِ إِمَّا تَشْتَرِيهِ، أَوْ تَجِدُ رِيحَهُ، وَكِيرُ الحَدَّادِ يُحْرِقُ بَدَنَكَ، أَوْ ثَوْبَكَ، أَوْ تَجِدُ مِنْهُ رِيحًا خَبِيثَةً». صحيح البخاري (3/ 63).

الجليس الصالح هو الذي ينفعك في الدنيا والآخرة، فيذكرك بالله في الدنيا، ويأخذ بيدك إلى الخير، ويعينك على طاعة الله.

جميعنا يبحث عن هذا الصديق الوفي والجليس الصالح، وإن عثر عليه فإنه يتمسك به، ويحافظ على صداقته وصحبته، وهذا أمر محمود ولله الحمد.

لكن ينبغي للمسلم أن يوطن نفسه أن يكون هو الجليس الصالح، هو الذي يعين أصحابه على طاعة الله، هو الذي يذكرهم بالله ويدلهم عليه.

لما لا أكون أنا ذلك الجليس الصالح، حتى ولو كان صاحبي أفضل مني طاعة وأكثر مداومة عليها، فلما لا أحاول أن أنافسه في طاعة الله، لما لا أخذ معه زمام المبادرة إلى طاعة الله.

مثلاً أعرض عليهم المشاركة في قراءة كتاب الله، أو أتعهدهم بالتذكير بالأذكار والدعاء والاستغفار، لما لا أكون دليلاً لهم على الخير في أمور دنياهم التي أتقنها أنا ولا يتقنونها.

المسلم صاحب المبادرة هو الذي يعتبر نفسه هو الجليس الصالح حتى ولو أقل من أصحابه علماً أو مالاً أو جاهاً، فالصلاح لا يحتاج لكل هذا، يكفي أن تكون صاحب مبادرة إلى الخير وفق هدي النبي ﷺ، والباب في هذا واسع ولله الحمد، أو أن تكون صاحب مهنة أو صنعة أو مهارة تتقنها، فتنفع بها أصحابك، كن أنت الجليس الصالح.

شارك الفائدة مع أحبابك وأصدقائك وكن أنت الصديق الذي يدلهم على الخير....

مقالات متعلقة

2022/10/30
25,045

بين الرضا بالله والرضا عن الله!

إن الرضا بالله رباً والرضا بقضائه وقدره والرضا بما قسمه لك هو منزلة عظيمة موصلة إلى الرضا عن الله! انقر الآن للمزيد

2022/10/31
27,152

القرآن أعظم ما تلازمه طوال حياتك

لقد ترك علماء الأمة رصيدًا ضخمًا من الشروحات والمؤلفات التي تذخر بها المكتبة الإسلامية، وبعد هذا العمر المديد مع القلم والكتاب تمنوا أن لو قضوا عمرهم كله مع القرآن فقط! انقر هنا للمزيد

2022/11/01
39,790

ستة أمور يسيرة تحفظك من الشيطان الرجيم

هي حصن المسلم من الشيطان الرجيم، حيث يستطيع المسلم جمعها كلها أو جلها كل يوم بإذن الله! انقر هنا وتعرف عليها

مع تطبيق المصلي تعرف على المساجد القريبة أينما كنت بمنتهى الدقة

حمل المصلي الآن

مدار للبرمجة © 2022 جميع الحقوق محفوظة لشركة مدار البرمجة