أعمال لا يجب أن تتأثر بكأس العالم!

تأتي كثير من مباريات كأس العالم 2022 في مواقيت الصلاة وأثناء النهار في ساعات العمل والسعي، وهناك من يتابع هذه المباريات، حيث نجد كل يوم آلاف يبحثون عن موعد مباراة اليوم، وموعد البث المباشر لمباراة اليوم، ليتابعوها بشغف، ومع هذا الشغف والانتباه الشديد للمباراة، ينسى هذا المتابع كثير من أعماله الهامة، أو يقوم بتأجيلها لأجل متابعة مبارة اليوم، خاصة مع مباريات كأس العالم التي لها شعبية كبيرة.

وهنا يجب على هذا المتابع أن يقف مع نفسه، فيسأل نفسه أولاً كيف أنه قد فرغ نفسه لمتابعة مباريات كأس العالم، وقام بتقسيم يومه وفق موعد مبارة اليوم، وكيف أنه قام بتأجيل بعض الأعمال، والبعض الآخر قام بأدائها قبل وقتها؛ حتى يتفرغ لمشاهدة كأس العالم 2022!

إذن يمكنك أن تنظم وقتك وأن تنهي أعمالك وأن تخطط ليومك؛ كي تنجز عملاً معيناً تحبه، فلما لا نفعل كل هذه الأمور حين أداء الطاعة؟! لما لا يكون عندنا هذا التخطيط والتنفيذ الدقيق إذا أردنا أن ننجز طاعاتنا اليومية ونواظب عليها، لما لا يكون لنا هذا الجلد والسعي في أداء المهام اليومية والأعمال الوظيفية؟!

بالتأكيد نعلم أن هناك الكثير ولله الحمد لديهم تخطيط ليومهم وسعي على الهام والنافع في حياتهم، مع مواظبة على أداء الطاعات والعبادات، لكن الحديث هنا عن إنسان استطاع أن يخطط لحياته جيداً لأجل متابعة مباريات كأس العالم 2022، أو مشاهدة مباراة البرازيل أو مباراة الأرجنتين أو مباراة البرتغال، أو غيرها من المباريات، لكن لأجل طاعاته اليومية أو مهامه الحياتية وواجباته الوظيفية فإنه غير مخطط لها بها القدر من الأهمية، لذا وجب علينا نسأل أنفسنا لماذا؟!

وأما الأمر الآخر والأهم هو أن تتأثر عبادتك وجودتها بمتابعة ومشاهدة مباريات كأس العالم 2022، فمن كان له ورد من قرآن أو الذكر أو الدعاء أو أي عمل في طاعة الله، كسعي في قضاء حاجة لأخيك أو قضاء أمر لجارك، أو صلة رحمك، فضلاً عن صلاتك بالمسجد أو مكثك فيه، لا ينبغي أبداً أن تتأثر كل هذه العبادات والطاعات، وإلا فهذا خسران عظيم.

إن الإنسان المسلم يجب عليه أن يتفكر في حاله، وأن يراجع نفسه دائماً وأن ينظر في علاقته مع ربه، ولا يدع الأيام ولهوها يسرقوا منه عمره الحقيقي وزاده في رحلته إلى ربه!