حمل المصلي الآن
مدونة المصلي >> رمضان

عيد الفطر (سنن وآداب)

عيد الفطر (سنن وآداب)
2025‏/03‏/29
58٬328

عيد الفطر هو يوم الجائزة، فيه تكتمل فرحة المسلمين بعد شهر الصيام والطاعة، وهو شعيرة عظيمة تجمع المسلمين على التكبير والصلاة وصلة الأرحام. قال الله تعالى: "وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ" [الحج: 32].

وفيها شهود اجتماع المسلمين وصلاتهم ودعوتهم، والحرص على الاستنان بآداب وسنن العيد من تعظيم شعائر الله.

سنن وآداب يوم العيد:

كثرة الذكر بالتكبير والتهليل

قال تعالى: ﴿وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [البقرة: 185] قال ابن جرير: «ولتعظموا الله بالذكر له بما أنعم عليكم به من الهداية التي خذل عنها غيركم.. والذكر الذي حضهم الله جل ثناؤه على تعظيمه به التكبير يوم الفطر». [تفسير الطبري (3/ 221)]

عن ابن عباس قال: حق على المسلمين إذا رأوا ‌هلال ‌شوال ‌أن ‌يكبروا ‌حتى ‌يفرغوا من عيدهم، يعني: من صلاتهم.

التكبير والجهر به - ويُسر به النساء - يوم العيد

ووقته في الفطر من رؤية هلال شوال وقيل من حين يخرج إلى المصلى حتى ‌يأتي ‌المصلى ويقضي الصلاة:

عن الزهري أن رسول اللَّه ﷺ كان ‌يخرج ‌يوم ‌الفطر ‌فيكبر ‌حتى ‌يأتي ‌المصلى وحتى يقضي الصلاة فإذا قضى الصلاة قطع التكبير.». [مصنف ابن أبي شيبة (5738) وفي سلسلة الصحيحة (‌‌171) صحيح مرسل.]

«وفي الحديث دليل على ‌مشروعية ‌ما ‌جرى ‌عليه ‌عمل ‌المسلمين ‌من ‌التكبير ‌جهرا ‌في ‌الطريق ‌إلى ‌المصلى، ‌وإن ‌كان ‌كثير ‌منهم ‌بدأوا ‌يتساهلون ‌بهذه ‌السنة حتى كادت أن تصبح في خبر كان.. فإنا لله وإنا إليه راجعون.». [سلسلة الصحيحة (1/ 331)]

صيغة التكبير:

 لم يصحَّ عن النبي ﷺ حديث مرفوع في صيغة التكبير لكن ثبت عن ابن مسعود أنه كان يقول: «الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد».  (رواه ابن أبي شيبة بإسناد صحيح).

وكان ابن عباس يقول: «الله أكبر الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر وأجلُّ، الله أكبر على ما هدانا». (رواه البيهقي ، وسنده صحيح)

وكان سلمان رضي الله عنه يقول: «كبِّروا: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرًا». رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (بسند صحيح)

وأما ما زاده العامة في هذا الزمان على التكبير مما هو مسموع ومعروف، فمُختَرع لا أصل له، قال الحافظ «وقد أُحدث في هذا الزمان زيادة في ذلك لا أصل لها» اهـ. [صحيح فقه السنة وأدلته (1/ 604) باختصار]

الغسل يوم العيد:

فقد حثَّ الرسول على الاغتسال لصلاة الجمعة، لذا فقد استقى العلماء من ذلك استحباب الاغتسال عند كل اجتماع للمسلمين، ويدخل في ذلك الاغتسال لصلاة العيد.

روى مالكٌ عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ- رضي الله عنهما- كَانَ يَغْتَسِلُ يَوْمَ الْفِطْرِ، قَبْلَ أَنْ يَغْدُوَ إِلَى الْمُصَلَّى.

التجمُّل ولبس أحسن الثياب:

لما جاء في صحيح البخاري عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، رضي الله عنهما، قَالَ: أَخَذَ عُمَرُ جُبَّةً مِنْ إِسْتَبْرَقٍ تُبَاعُ فِي السُّوقِ، فَأَخَذَهَا، فَأَتَى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ابْتَعْ هَذِهِ تَجَمَّلْ بِهَا لِلْعِيدِ وَالوُفُودِ. (رواه البخاري) قال ابن قدامة: وهذا يدل على أن التجمل عندهم في هذه المواضع كان مشهوراً.

عَنْ نَافِعٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ -رضي الله عنهما- كَانَ يَلْبَسُ فِي الْعِيدَيْنِ أَحْسَنَ ثِيَابِهِ " (رواه البيهقي، بإسناد جيد)

قال مالك: سمعت أهل العلم يستحبون الطيب والزينة في كل عيد.

الغسل واللبس الحسن يفعله بعض الناس عادة فافعله سنة واتباعا وطلبا للثواب.

أكل تمرات قبل الخروج لصلاة عيد الفطر:

عَنْ أَنَسٍ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ لَا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ» وَيَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا» [صحيح البخاري (953)]

قال ابن حجر «قال المهلب: الحكمة في الأكل قبل الصلاة أن لا يظن ظان لزوم الصوم حتى يصلي العيد، فكأنه أراد سد هذه الذريعة.

وقال غيره: لما وقع وجوب الفطر عقب وجوب الصوم ‌استحب ‌تعجيل ‌الفطر ‌مبادرة ‌إلى ‌امتثال ‌أمر ‌الله ‌تعالى، ويشعر بذلك اقتصاره على القليل من ذلك، ولو كان لغير الامتثال لأكل قدر الشبع». [فتح الباري (2/ 447)]

 

المشي إلى المصلى:

عن عليًّ، قال: مِنَ السُّنَّةِ أن تَخْرُجَ إلى العيدِ ماشيًا، وأن تأكل شيئًا قبلَ أن تخرجَ.». [سنن الترمذي (538)] وقال «هذا حديث حسن. والعمل على هذا الحديث عند أكثر أهل العلم، يستحبون أن يخرج الرجل إلى العيد ماشيا، وأن لا يركب إلا من عذر.». [سنن الترمذي (2/ 80)]

 

مخالفة الطريق:

 عَنْ جَابِرٍ قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ ﷺ إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ». [صحيح البخاري (986)] فاستحب أكثر أهل العلم الذهاب إلى المصلى من طريق والرجوع من طريق آخر، تأسيًّا بالنبي صلى الله عليه وسلم.

لا أذان ولا إقامة ولا صلاة قبل صلاة العيد ولا بعدها:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ صَلَّى يَوْمَ الْفِطْرِ رَكْعَتَيْنِ، لَمْ يُصَلِّ قَبْلَهَا وَلَا بَعْدَهَا، ثُمَّ أَتَى النِّسَاءَ وَمَعَهُ بِلَالٌ، فَأَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ، فَجَعَلْنَ يُلْقِينَ، تُلْقِي الْمَرْأَةُ خُرْصَهَا وَسِخَابَهَا». [صحيح البخاري (964)]

قال ابن القيم: «وكان ﷺ إذا انتهى إلى المصلى أخذ في الصلاة من غير أذان ولا إقامة، ولا قول: الصلاة جامعة. والسنة أن لا يُفعل شيء من ذلك» اهـ.

يخرج النساء -حتى الحُيَّض- والصبيان:

عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: «كُنَّا نُؤْمَرُ أَنْ نَخْرُجَ يَوْمَ الْعِيدِ، حَتَّى نُخْرِجَ الْبِكْرَ مِنْ خِدْرِهَا، حَتَّى نُخْرِجَ الْحُيَّضَ، فَيَكُنَّ خَلْفَ النَّاسِ، فَيُكَبِّرْنَ بِتَكْبِيرِهِمْ، وَيَدْعُونَ بِدُعَائِهِمْ، يَرْجُونَ بَرَكَةَ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَطُهْرَتَهُ».. [صحيح البخاري (971)، ومسلم (890)] ويجب عليهن التزام آداب الخروج، من عدم التطيب والتزين كما هو معلوم.

انشر الفرحة وشارك الخير!

العيد فرصة للتواصل وصلة الرحم وإدخال السرور على الآخرين، فلا تنسَ مشاركة هذه السنن بين أصدقائك وعائلتك ليعمّ الخير!

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بحث

الأكثر تداولاً

مقالات متعلقة

2025‏/03‏/24
39٬279

زكاة الفطر

فَرَضَ رَسُولُ اللهِ ﷺ ‌زَكَاةَ ‌الْفِطْرِ ‌طُهْرَةً ‌لِلصَّائِمِ ‌مِنَ ‌اللَّغْوِ ‌وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ، انشر تؤجر

2025‏/03‏/27
40٬854

ختام الأعمال الصالحة في رمضان

أَرَاكَ مَا تَجْلِسُ مَجْلِسًا، وَلَا تَتْلُو قُرْآنًا، وَلَا تُصَلِّي صَلَاةً إِلَّا خَتَمْتَ بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ؟ قَالَ: " نَعَمْ، مَنْ قَالَ خَيْرًا ‌خُتِمَ ‌لَهُ ‌طَابَعٌ عَلَى ذَلِكَ الْخَيْرِ، وَمَنْ قَالَ شَرًّا كُنَّ لَهُ كَفَّارَةً

مع تطبيق المصلي تعرف على المساجد القريبة أينما كنت بمنتهى الدقة

حمل المصلي الآن

مدار للبرمجة © 2025 جميع الحقوق محفوظة لشركة مدار البرمجة

Powered by Madar Software