
مع أهمية هذا السؤال وخطورته؛ إلا أن إجابته يسيرة جدًّا:
أولًا: الله تعالى يستجيب لنا جميعًا، بل يستجيب دعاء الكافر إذا دعاه مضطرًّا أو مظلومًا، ولا يوجد أحد لم يستجب الله له كل دعائه، لكن الله تعالى قد لا يستجيب -ظاهريًّا- بعض دعاء خَلقه.
ثانيًا: نحن حينما ندعو الله تعالى فإننا ندعو ربًّا قديرًا؛ وحقيقة إجابة الدعاء أنَّ الله يجيب الدعاء بمشيئته المُقترِنة بحكمته، وحكمته قد تقتضي التعجيل بالمطلوب وقد تقتضي التأخير، وقد تقتضي إعطاء بَدِيل عنه في الدنيا أو في الآخرة، كل ذلك وفق مصلحة العبد التي يعلمها الله أكثر من العبد؛ وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «ما من مُسلِمٍ يَدعو، ليسَ بإثمٍ ولا بِقطيعةِ رَحِمٍ؛ إلَّا أَعطَاه إِحدَى ثلاثٍ: إمَّا أن يُعَجِّلَ لهُ دَعوَتَهُ، وإمَّا أن يَدَّخِرَها لهُ في الآخرةِ، وإمَّا أن يَدْفَعَ عنهُ من السُّوءِ مِثْلَها؛ قالوا: يا رسول الله، إذًا نُكْثِر، فقال: اللهُ أَكثَرُ».
فداوِم على الدعاء، ولا تجزع من الطَّرق دومًا على باب الله، وامكُث أمامه مُكوث السائل الفقير؛ فإن دعاءك لن يذهب سُدًى؛ وكيف يذهب سُدًى وقد قال الله -وهو أَصدق القائلين-: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾.
شارك الفائدة مع أحبابك؛ ليعلموا أن الدعاء لا يأتي إلا بالخير!