
هي حقيقةً هدية المصلي! نعم وأنت تصلي لك هدية من المولى عز وجل، هذه الهدية العظيمة والمنحة الربانية الجليلة، يغفل عنها الكثير من الناس!
نعلم جميعًا أن النبي صلى الله عليه وسلم علمنا كيفية الصلاة، وعلمنا الأذكار التي تقال في الصلاة، كدعاء الاستفتاح والركوع والقيام من الركوع والسجود والجلوس بين السجدتين والتشهد الأول والأخير، فكلها أدعية وأذكار ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم لا اجتهاد فيها، إلا في موضع واحد في الصلاة جعله النبي صلى الله عليه وسلم هدية للمصلي يتخير منها ما يشاء، أتدري ما هي هذه الهدية؟! الدعاء المستجاب.
اقرأ هذا الحديث لتستبشر معنا بهدية المصلي من المولى عز وجل على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، فعَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا إِذَا جَلَسْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّلَاةِ قُلْنَا: السَّلَامُ عَلَى اللهِ مِنْ عِبَادِهِ، السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ وَفُلَانٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَقُولُوا: السَّلَامُ عَلَى اللهِ، فَإِنَّ اللهَ هُوَ السَّلَامُ، وَلَكِنْ إِذَا جَلَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عَبَّادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، فَإِنَّكُمْ إِذَا قُلْتُمْ ذَلِكَ أَصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ صَالِحٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ لِيَتَخَيَّرْ مِنَ الدُّعَاءِ بَعْدُ أَعْجَبَهُ إِلَيْهِ يَدْعُو بِهِ». السنن الكبرى للنسائي (1222) بسند صحيح.
فموضع هذه الهدية في الصلاة، يكون بعد التشهد وقبل التسليم، فإن المولى عز وجل يلبي لك طلبك ويجيب دعوتك بإذن الله تعالى.
فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ عَلِيٍّ، أَنَّ مِحْجَنَ بْنَ الْأَدْرَعِ، حَدَّثَهُ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَدْ قَضَى صَلَاتَهُ، وَهُوَ يَتَشَهَّدُ وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا اَللَّهُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ، قَالَ: فَقَالَ: «قَدْ غُفِرَ لَهُ، قَدْ غُفِرَ لَهُ، قَدْ غُفِرَ لَهُ» ثَلَاثًا. سنن أبي داود (1/ 259) بسند صحيح.
قد قضى صلاته، وهو يتشهد، أي بعد أنهى صلاته وهو في آخر التشهد قبل السلام، فقال هذا الدعاء.
فعلم من هذا الحديث أن الدعاء في هذا الموضع من الصلاة مجاب بإذن الله تعالى.
فاحرص على الدعاء المستجاب بإذن الله في كل صلاة ولا تفوته.
وشارك الفائدة مع أحبابك وامنحهم أعظم هدية...
ولا تنس أذكار ما بعد الصلاة كذلك، حيث جعلنا لك بنافذة الأذكار: أذكار ما بعد الصلاة، كي تواظب عليها بإذن الله...