
لا تحزن.. إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا!
في زمن تعصف فيه الفتن، وتتوالى فيه الابتلاءات، ويتقلّب فيه المؤمن بين شدائد الحياة وصوارف الأيام، تبقى كلمات القرآن بلسمًا للقلوب، وعلاجًا للهموم، ومنها تلك الكلمة الخالدة التي نطق بها النبي ﷺ لصاحبه في الغار: ﴿لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾ [التوبة: 40]، إنها كلمة تجاوزت حدود الزمان والمكان، لتستقرَّ في قلب كل مؤمن صادق، تثبّته وتمنحه الأمل في أحلك الظروف.
قال الله تعالى: ﴿إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: 40]
إنها لحظة الهجرة المباركة حين اضطُر النبي ﷺ وصاحبه أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه إلى الاختباء في غار في جبَلِ ثور.
عن عَائِشَةَ رضي الله عنها، قالت: قال النَّبِيُّ ﷺ لِلْمُسْلِمِينَ: إِنِّي أُرِيتُ دَارَ هِجْرَتِكُمْ، ذَاتَ نَخْلٍ بَيْنَ لَابَتَيْنِ وَهُمَا الْحَرَّتَانِ، فَهَاجَرَ مَنْ هَاجَرَ قِبَلَ الْمَدِينَةِ، وَرَجَعَ عَامَّةُ مَنْ كَانَ هَاجَرَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَتَجَهَّزَ أَبُو بَكْرٍ قِبَلَ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ: عَلَى رِسْلِكَ، فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يُؤْذَنَ لِي فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَهَلْ تَرْجُو ذَلِكَ بِأَبِي أَنْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ فَحَبَسَ أَبُو بَكْرٍ نَفْسَهُ عَلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ لِيَصْحَبَهُ، وَعَلَفَ رَاحِلَتَيْنِ كَانَتَا عِنْدَهُ وَرَقَ السَّمُرِ، وَهُوَ الْخَبَطُ، أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: قَالَ عُرْوَةُ: قَالَتْ عَائِشَةُ: فَبَيْنَمَا نَحْنُ يَوْمًا جُلُوسٌ فِي بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ، قَالَ قَائِلٌ لِأَبِي بَكْرٍ: هَذَا رَسُولُ اللهِ ﷺ مُتَقَنِّعًا، فِي سَاعَةٍ لَمْ يَكُنْ يَأْتِينَا فِيهَا، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: فِدَاءٌ لَهُ أَبِي وَأُمِّي، وَاللهِ مَا جَاءَ بِهِ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ إِلَّا أَمْرٌ. قَالَتْ: فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ ﷺ فَاسْتَأْذَنَ فَأُذِنَ لَهُ فَدَخَلَ فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ لِأَبِي بَكْرٍ: أَخْرِجْ مَنْ عِنْدَكَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّمَا هُمْ أَهْلُكَ، بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: فَإِنِّي قَدْ أُذِنَ لِي فِي الْخُرُوجِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: الصَّحَابَةُ بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: نَعَمْ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَخُذْ بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ إِحْدَى رَاحِلَتَيَّ هَاتَيْنِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: بِالثَّمَنِ قَالَتْ عَائِشَةُ: فَجَهَّزْنَاهُمَا أَحَثَّ الْجَهَازِ، وَصَنَعْنَا لَهُمَا سُفْرَةً فِي جِرَابٍ، فَقَطَعَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ قِطْعَةً مِنْ نِطَاقِهَا، فَرَبَطَتْ بِهِ عَلَى فَمِ الْجِرَابِ، فَبِذَلِكَ سُمِّيَتْ ذَاتَ النِّطَاقِ، قَالَتْ: ثُمَّ لَحِقَ رَسُولُ اللهِ ﷺ وَأَبُو بَكْرٍ بِغَارٍ فِي جَبَلِ ثَوْرٍ، فَكَمَنَا فِيهِ ثَلَاثَ لَيَالٍ، يَبِيتُ عِنْدَهُمَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، وَهُوَ غُلَامٌ شَابٌّ، ثَقِفٌ لَقِنٌ، فَيُدْلِجُ مِنْ عِنْدِهِمَا بِسَحَرٍ، فَيُصْبِحُ مَعَ قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ كَبَائِتٍ، فَلَا يَسْمَعُ أَمْرًا يُكْتَادَانِ بِهِ إِلَّا وَعَاهُ، حَتَّى يَأْتِيَهُمَا بِخَبَرِ ذَلِكَ حِينَ يَخْتَلِطُ الظَّلَامُ، وَيَرْعَى عَلَيْهِمَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ مِنْحَةً مِنْ غَنَمٍ، فَيُرِيحُهَا عَلَيْهِمَا حِينَ تَذْهَبُ سَاعَةٌ مِنَ الْعِشَاءِ، فَيَبِيتَانِ فِي رِسْلٍ، وَهُوَ لَبَنُ مِنْحَتِهِمَا وَرَضِيفِهِمَا، حَتَّى يَنْعِقَ بِهَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ بِغَلَسٍ، يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ تِلْكَ اللَّيَالِي الثَّلَاثِ، وَاسْتَأْجَرَ رَسُولُ اللهِ ﷺ وَأَبُو بَكْرٍ رَجُلًا مِنْ بَنِي الدِّيلِ، وَهُوَ مِنْ بَنِي عَبْدِ بْنِ عَدِيٍّ، هَادِيًا خِرِّيتًا، وَالْخِرِّيتُ الْمَاهِرُ بِالْهِدَايَةِ، قَدْ غَمَسَ حِلْفًا فِي آلِ الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ السَّهْمِيِّ، وَهُوَ عَلَى دِينِ كُفَّارِ قُرَيْشٍ، فَأَمِنَاهُ فَدَفَعَا إِلَيْهِ رَاحِلَتَيْهِمَا، وَوَاعَدَاهُ غَارَ ثَوْرٍ بَعْدَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، بِرَاحِلَتَيْهِمَا صُبْحَ ثَلَاثٍ، وَانْطَلَقَ مَعَهُمَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ، وَالدَّلِيلُ، فَأَخَذَ بِهِمْ طَرِيقَ السَّوَاحِلِ.» [صحيح البخاري (3905)]
وهنا تجلّت المعية الإلهية بأعظم صورها، حين قال النبي لأبي بكر: ﴿لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾، فجاء نصر الله، وأنزل السكينة، وأيّد نبيه بجنود من عنده. وهذه المعية تقتضي: التأييد والحفظ والنصر.
لا تحزن إنَّ الله معنا
هذا الخطاب لا يخص أبا بكر رضي الله عنه وحده، بل هو لكل من سار على درب الإيمان، والتزم طريق الدعوة، وصدق في يقينه. "لا تحزن" ليست مجرد كلمات، بل منهج حياة. فحين يؤمن العبد بأن الله معه، فإن الأحزان تتلاشى، والمخاوف تزول، ويثبت على الحق، مهما اشتدت الخطوب.
الحُزن قد يَعرِضُ لخَواصِّ عِبادِ الله الصِّدِّيقِينَ، ولا ينقصُهم إضافةُ الحزنِ إليهم، مع أنَّ الأَوْلى إذا نزَلَ بالعبدِ أن يَسعى في ذَهابِه عنه؛ فإنَّه مُضعِفٌ للقَلبِ، مُوهنٌ للعَزيمةِ، ولم يكنْ حُزنُ الصِّدِّيقِ رَضِيَ الله عنه لشَكٍّ وحَيرةٍ، وإنَّما كان خوفًا على النبيِّ ﷺ أن يَصِلَ إليه ضَرَرٌ.
فضائل أبي بكر الصديق
الآية الكريمة أثبتت مكانة أبي بكر الصديق:
- وصفه بالصاحب: ﴿إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ﴾، وهذه مرتبة شريفة.
- نسبت إليه المعية: ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾، لا تحزَنْ- يا أبا بكر- لأنَّ اللهَ مَعَنا بنَصْرِه وحِفْظِه، ولن يَصِلَ المشركونَ إلينا.
- الشجاعة واليقين: فكان ثابتًا، متفانيًا في خدمة رسول الله ﷺ.
عن أَنَس بْنُ مَالِكٍ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ حَدَّثَهُ قَالَ: «نَظَرْتُ إِلَى أَقْدَامِ الْمُشْرِكِينَ عَلَى رُءُوسِنَا وَنَحْنُ فِي الْغَارِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ إِلَى قَدَمَيْهِ أَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمَيْهِ! فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللهُ ثَالِثُهُمَا». [صحيح البخاري (4663)، ومسلم (2381) واللفظ له)]
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أُمَّتِي خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ، وَلَكِنْ أَخِي وَصَاحِبِي». [صحيح البخاري (3656) واللفظ له، ومسلم (2383)]
وعن أبي سعيدٍ الخُدْريِّ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ رَسولَ الله ﷺ قال: إِنَّ أَمَنَّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي مَالِهِ وَصُحْبَتِهِ أَبُو بَكْرٍ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الْإِسْلَامِ، لَا تُبْقَيَنَّ فِي الْمَسْجِدِ خَوْخَةٌ إِلَّا خَوْخَةَ أَبِي بَكْرٍ». [صحيح البخاري (3904)، ومسلم (2382) واللفظ له] الخَوخَةُ: البابُ الصَّغيرُ بين البَيتَينِ أو الدَّارينِ ونحوه.
المعية الإلهية.. طمأنينة وثبات
قوله: ﴿فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ﴾، أي: فأنزَلَ اللهُ الطُّمأنينةَ والثَّباتَ على رسولِه محمَّدٍ ﷺ، ولا تكون إلا لمن استشعر القرب من الله، واعتصم به، وهي من أعظم نعم الله على عباده في أوقات الأزمات.
وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى.
أي: وجعَلَ اللهُ كَلِمةَ الكُفَّارِ- وهي الشِّركُ والكُفرُ- حقيرةً مَقهورةً، منحَطَّةً وساقطةً، فأذَلَّ اللهُ الشِّركَ وأهْلَه، وخَذَلهم ودَحَرَهم.
وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا.
أي: وكَلِمةُ الله- وهي كَلِمةُ التَّوحيدِ: لا إلهَ إلَّا اللهُ، ودينُه الذي شَرَعه لعبادِه- هي الغالِبةُ المنصورةُ على الشِّركِ وأهْلِه.
واللهُ عَزيزٌ في انتقامِه وانتصارِه مِن الكُفَّارِ، لا يقهَرُه، ولا يَغلِبُه شَيءٌ، ولا يفوتُه أحَدٌ، قاهرٌ غالِبٌ، مَنيعُ الجَنابِ، لا يُضامُ مَن لاذ ببابِه، حكيمٌ في أقوالِه وأفعالِه، وفي تدبيرِه خَلْقَه، يضَعُ سُبحانَه الأشياءَ موَاضِعَها اللَّائِقةَ بها، وقد يؤخِّرُ نَصرَ حِزبِه إلى وقتٍ آخَرَ.
معية الله الخاصة والعامة
معية الله نوعان:
- عامة: تشمل الخلق جميعًا، بالإحاطة والعلم.
- خاصة: تكون للمؤمنين، وتشمل النصر والتأييد.
لا تحزن.. رسالة لكل مؤمن
كلُّ مَن وافَقَ الرَّسولَ ﷺ في أمرٍ خالفَ فيه غَيرَه؛ فهو من الذينَ اتَّبَعوه في ذلك؛ وله نصيبٌ مِن قَولِه تعالى: لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا؛ فإنَّ المعيَّةَ الإلهيَّةَ المتضَمِّنةَ للنَّصرِ هي لِما جاء به إلى يومِ القِيامةِ.
يا عبد الله، لا تحزن، وإن ضاقت بك الدنيا، فإن الله معك.
الهجرة.. دروس في اليقين والعمل
هجرة النبي ﷺ نموذج عملي في التخطيط والتوكل، في الاستعانة بالمخلصين، والعمل بالأسباب، وانتظار نصر الله. إنها مدرسة للأمة في زمن الضعف، أن تلجأ إلى الله، وأن تتيقن أن الغلبة في النهاية للتوحيد وأهله.
قال الله تعالى: إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ... في هذه الآيةِ دَليلٌ على جوازِ الفِرارِ مِن خَوفِ العَدُوِّ، والاستخفاءِ في الغِيرانِ وغيرِها، وعدمِ الاستسلامِ المؤَدِّي إلى الآلامِ والهُمومِ، وألَّا يُلقِيَ بيَدِه إلى العدُوِّ؛ توكُّلًا على الله، واستسلامًا له، ولو شاء ربُّكم لعَصَمه مع كَونِه معهم، ولكِنَّها سُنَّةُ الأنبياءِ، وسِيرةُ الأمَمِ، حَكَمَ اللهُ بها لتكونَ قُدوةً للخَلقِ، وأنمُوذجًا في الرِّفقِ، وعمَلًا بالأسبابِ، وهذا أدَلُّ دليلٍ على فسادِ مَن منعَ ذلك، وقال: من خافَ مع الله سِواه كان ذلك نقصًا في توكُّلِه، ولم يؤمِنْ بالقَدَرِ. وهذا كلُّه في معنى الآية، ولله الحَمدُ والهداية.
كن مع الله ولا تبال
تأمل هذه الكلمات: ﴿لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾، لا حُزنَ مع الله، وأنَّ مَن كان اللهُ معه، فما له وللحُزنِ؟ وإنَّما الحُزنُ كلُّ الحُزنِ لِمَن فاته اللهُ، فمن حصَلَ اللهُ له، فعلى أيِّ شَيءٍ يَحزَنُ؟ ومن فاته اللهُ فبأيِّ شَيءٍ يَفرَحُ؟
﴿لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾، اجعلها شعارًا لحياتك، ورفيقًا لهمّك، ودواءً لحزنك، واعلم أن الله لا يخيّب من رجاه، ولا يضيع من توكل عليه.
فلنكن على يقين كما كان الصديق، ولنثبت كما ثبت الحبيب ﷺ، ولنعلم أن بعد الشدة فرجًا، وأن بعد الضيق مخرجًا، وأن الله معنا.
شارك الفائدة، وانشر هذا المعنى العظيم 📢
فإنها أعظم رسالة يحتاجها قلب كل مؤمن في هذا الزمان: ﴿لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾
اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.