حمل المصلي الآن
مدونة المصلي >> تاريخنا

أسامة بن زيد.. قدوة الشباب

أسامة بن زيد.. قدوة الشباب
2025‏/10‏/21
67٬698

في صفحات التاريخ الإسلامي أسماءٌ تشرق بالنور، وتجود بالعبرة، وتمنح الأجيال المتعاقبة دروسًا في الإيمان والقيادة والولاء. ومن بين تلك الأسماء المضيئة يسطع اسم أسامة بن زيد رضي الله عنه، الشاب الذي أحبَّه رسول الله ﷺ حبًّا عظيمًا، فلقّب بـ «الحِبّ ابن الحِبّ»، أي محبوب رسول الله ﷺ ابن محبوبه زيد بن حارثة رضي الله عنه.

أسامة بن زيد بن حارثة أبو زيد الكلبي، ويقال: أبو يزيد، ويقال: أبو محمد، مولى رسول الله ﷺ، وابن مولاه، وحِبّه وابن حِبّه، وأمه أم أيمن، واسمها بَركَة، كانت حاضِنة رسول الله ﷺ، في صغره، وممن آمَنَ به قديماً بعد بعثته، وقد أمَّره رسول الله ﷺ في آخر أيام حياته، وكان عمره إذ ذاك ثمانيَ عَشْرَةَ أو تِسعَ عَشْرَةَ سنة، وتُوفّي وهو أمير على جيش كثيف، منهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه» [البداية والنهاية (5/ 443)]

يا شباب الإسلام، يا من تتوق نفوسكم إلى معالي الأمور، وتتطلع هممكم إلى المجد والرفعة في الدنيا والآخرة.

في خضمِّ أمواج الحياة المتلاطمة، وزحمة القدوات المزيّفة التي تُقدَّم لكم عبر الشاشات، ألا تحتاجون إلى منارةٍ تهديكم، ونجمٍ ساطعٍ تقتفون أثره؟

اليوم، نقف مع سيرة شابٍّ من طرازٍ فريد؛ شابٍّ نشأ في بيت النبوة، وتربّى على عين رسول الله ﷺ، حتى أصبح قدوة للشباب في كل زمان ومكان. إنه الصحابي الجليل أسامة بن زيد رضي الله عنهما.

 

نشأةٌ أسامة بن زيد في أحضان النبوة

لم تكن نشأة أسامة بن زيد عادية قط. لقد وُلد في الإسلام، ولم يعرف الشرك لحظة.

أبوه هو زيد بن حارثة -رضي الله عنه-، الصحابي الذي تبنّاه النبي ﷺ قبل البعثة، وأحبّه حبًّا شديدًا حتى كان يُدعى زيد بن محمد ﷺ.

في هذا البيت المبارك، الذي يفوح منه عطر النبوة، فتح أسامة بن زيد عينيه على الدنيا،

إن الحديث عن أسامة ليس مجرّد سردٍ لسيرة صحابي جليل، بل هو استحضارٌ لنموذجٍ فريدٍ من الشباب المؤمن الذي جمع بين العلم والعمل، والطاعة والقيادة، والتواضع والشجاعة.

 

حبّ النبي ﷺ لـ أسامة بن زيد

لقد بلغ حبّ النبي ﷺ لـ أسامة بن زيد مبلغًا عظيمًا.

فعَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنهما حَدَّثَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ:

«أَنَّهُ كَانَ يَأْخُذُهُ وَالْحَسَنَ، فَيَقُولُ: اللَّهُمَّ أَحِبَّهُمَا، فَإِنِّي أُحِبُّهُمَا».

[صحيح البخاري (3735)]

أيُّ محبةٍ هذه! وأيُّ تربيةٍ تلك! لقد نهل أسامة بن زيد من معين النبوة الصافي مباشرةً، فتشبّعت روحه بالتوحيد، وتزيّنت أخلاقه بأخلاق النبي الكريم.

وهذا أول درسٍ لنا: إن البيئة الصالحة هي الحاضنة الأولى التي تصنع الرجال، فاحرصوا -يا شباب- على صحبة الأخيار، والتعلّق بمجالس العلم والذِّكر، فهي التي تصقل النفوس وتهذّب الطباع.

 

 إن هذا الحبّ العظيم لم يكن عاطفةً مجرّدة، بل كان شهادة نبوية على نقاء قلبه وكمال خُلقه، وتقديرًا لصفاته القيادية الفذّة.

«وقد كان أسود كالليل، أفطس حلوا حسنا كبيرا فصيحا عالما ربانيا، رضي الله عنه. وكان أبوه كذلك، إلا أنه كان أبيض شديد البياض، ولهذا طعن بعض من لا يعلم في نسبه منه. ولما مر مجزز المدلجي عليهما وهما نائمان في قطيفة، وقد بدت أقدامهما، أسامة بسواده، وأبوه زيد ببياضه قال: سبحان الله، إن بعض هذه الأقدام لمن بعض، أعجب بذلك رسول الله ﷺ. ودخل على عائشة مسرورا تبرق أسارير وجهه فقال: "ألم تري أن مجززا نظر آنفا إلى زيد بن حارثة وأسامة بن زيد. فقال: إن بعض هذه الأقدام لمن بعض. [ينظر صحيح مسلم (1459)]

 [البداية والنهاية (5/ 444)]

 

القيادة العظمى: ثقة النبي ﷺ في أسامة بن زيد

لقد أدرك أسامة بن زيد مبكرًا أن قيمة الرجل الحقيقية ليست في ماله أو نسبه، بل في بذله لدين الله ونصرة عقيدته. فليكن هذا هو مقياسنا يا شباب، ولتكن هذه هي همّتنا: أن نكون جنودًا لهذا الدين، كلٌّ في ميدانه وثغره الذي يقف عليه. إن أسامة بن زيد حقًا قدوة للشباب في الهمة العالية.

وهنا نصل إلى أروع محطة في سيرة هذا الشاب العظيم، المحطة التي جعلته قدوةً للشباب في القيادة وتحمّل المسؤولية.

في أواخر حياته الشريفة، جهّز النبي ﷺ جيشًا لغزو الروم في الشام، ثأرًا لشهداء مؤتة وعلى رأسهم أبوه زيد بن حارثة.

مَن اختار النبي ﷺ قائدًا لهذا الجيش الجرّار الذي يضمّ كبار المهاجرين والأنصار، لقد اختار شابًّا. اختار أسامة بن زيد!

تأمّلوا هذا المشهد يا شباب.. نبي الأمة، وهو على فراش الموت، يضع ثقته في شابٍّ يافع، ويسلّمه راية جيشٍ من أعظم جيوش الإسلام.

ولما عَقَد له رسولُ الله ﷺ رايةَ الإمْرَةِ، طعَنَ بعض الناس في إمارته، فخطَبَ رسولُ الله ﷺ كما جاء:

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ بَعَثَ بَعْثًا، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، فَطَعَنَ النَّاسُ فِي إِمَارَتِهِ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ ﷺ فَقَالَ:

إِنْ تَطْعَُنُوا فِي إِمَارَتِهِ فَقَدْ كُنْتُمْ تَطْعَنُونَ فِي إِمَارَةِ أَبِيهِ مِنْ قَبْلُ، وَايْمُ اللهِ إِنْ كَانَ لَخَلِيقًا لِلْإِمَارَةِ، وَإِنْ كَانَ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَإِنَّ هَذَا لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ بَعْدَهُ».

[صحيح البخاري (3730)، (4469) ومسلم (2426)].

 

الله أكبر! إنها شهادةٌ من رسول الله ﷺ، ووسام شرفٍ على صدر أسامة بن زيد إلى يوم القيامة. وهو درسٌ بليغٌ لكل الأمة: أن الكفاءة في الإسلام ليست بالعمر، بل بالتقوى والعلم والقدرة.

 لقد رأى النبي ﷺ في أسامة بن زيد ما لم يره غيره: رأى فيه قائدًا فذًّا، ورجلًا للمهمات الصعبة. وهذا يعلّمنا أن نثق في طاقات شبابنا، وأن نمكّنهم ونعطيهم الفرصة، ففيهم -بإذن الله- من سيحمل راية الإسلام عاليًا.

وأنتم يا شباب، عليكم أن تكونوا أهلًا لهذه الثقة، بالجد والاجتهاد في طلب العلم، والتزام طاعة الله، والتخلّق بأخلاق الإسلام.

 

لماذا طعن بعض الناس في إمارة أسامة بن زيد؟

في هذا الحديث يروي عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي ﷺ بعث بعثا -وهو الجيش- وجعل أسامة بن زيد بن حارثة رضي الله عنهما أميرا عليه، فطعن بعض الناس في إمارته، وتكلموا فيها، وأنه لا يصلح لها، وإنما طعنوا فيه؛ لكونه كان مولى، أي: عبدا، وقد كانت العرب تستنكف من اتباع الموالي.

وقيل: إنما كان الطاعن فيه من ينسب إلى النفاق، فلما سمع ﷺ بذلك قال: «أن تطعنوا في إمارته، فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل»، يعني: في إمارة زيد بن حارثة رضي الله عنه.

وتقدير الكلام: إن تطعنوا في إمارته، فقد أثمتم بذلك؛ لأن طعنكم بذلك ليس حقا، كما كنتم تطعنون في إمارة أبيه، وقد ظهرت كفاءته وصلاحيته للإمارة، وكان النبي ﷺ قد جعل زيدا رضي الله عنه أميرا على المسلمين في غزوة مؤتة في السنة الثامنة من الهجرة، وكانت على أطراف ملك الروم، فبعث النبي ﷺ ابنه أسامة لقتال الروم، حيث قتل زيد بن حارثة.

وهو البعث الذي أمر بتجهيزه عند موته عليه الصلاة والسلام، وأنفذه أبو بكر رضي الله عنه بعده، ثم قال ﷺ: «وايم الله»، أي: أقسم بالله، «إن كان» زيد «لخليقا للإمارة»، يعني: جديرا بها؛ لسوابقه وفضله، وقربه من رسول الله ﷺ، «وإن كان لمن أحب الناس إلي، وإن هذا» يشير إلى أسامة «لمن أحب الناس إلي بعده»، فأسامة وزيد رضي الله عنهما من مجموع من يحبهم النبي ﷺ، ويقدمهم على غيرهم من الصحابة، كحبه ﷺ لفاطمة وابنيها، وعائشة وأبيها رضي الله عنهم جميعا.

فشهد النبي ﷺ لـ أسامة بن زيد وأبيه رضي الله عنهما بأنهما صالحان للإمارة؛ لما يعلم من أهليتهما لها، وأن كونهما كانا من العبيد لا يغض منهما، ولا يقدح في أهليتهما للإمارة.

وفي الحديث: بيان فضل أسامة بن زيد وأبيه رضي الله عنهما، وأنهما كانا من أحب الناس إلى رسول الله ﷺ.

وفيه: مشروعية إمارة الموالي، وتولية الصغير على الكبير، والمفضول على الفاضل.

تلك اللحظة كانت رسالة نبوية تؤكد أنّ الكفاءة لا تُقاس بالسنّ، وأنّ الشباب إذا صدقوا في نيتهم وتسلّحوا بالإيمان، كانوا أقدر الناس على حمل راية الأمة.

 

جهاد أسامة بن زيد ومواقفه

بعد وفاة النبي ﷺ، ورغم الظروف العصيبة التي مرّت بها الدولة الإسلامية (حركة الردة)، أصرّ الخليفة الأول أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- على إنفاذ بعث أسامة، قائلًا قولته المشهورة: والله لا أحلّ رايةً عقدها رسول الله ﷺ.

فانطلق جيش أسامة بن زيد، وحقق نصرًا مؤزرًا، وهابتهم القبائل المرتدة، فكان قراره عين الحكمة والصواب.

لقد أثبت أسامة بن زيد أنه كان عند حُسن ظنّ النبي ﷺ به، فكان قدوة للشباب في الوفاء بالعهد وتحقيق النجاح.

قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى: «لما توفي عليه الصلاة والسلام وجيش أسامة مخيم بالجرف، استطلق أبو بكر من أسامة عمر بن الخطاب في الإقامة عنده، ليستضيء برأيه، فأطلقه له، وأنفذ أبو بكر جيش أسامة بعد مراجعة كثيرة من الصحابة له في ذلك، وكل ذلك يأبى عليهم ويقول: والله لا أحل راية عقدها رسول الله ﷺ. فساروا حتى بلغوا تخوم البلقاء من أرض الشام، حيث قتل أبوه زيد، وجعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن رواحة، رضي الله عنهم، فأغار على تلك البلاد، وغنم وسبى، وكر راجعا سالما مؤيدا. فلهذا كان عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، لا يلقى أسامة إلا قال له: السلام عليك أيها الأمير.»

[البداية والنهاية (5/ 443)]

قاد أسامة بن زيد رضي الله عنه جيشه بثقةٍ وإقدام بعد وفاة النبي ﷺ، تنفيذًا لأمره الكريم، فمضى إلى بلاد الروم، وحقق النصر والتمكين.

 

حكمة أسامة بن زيد في زمن الفتنة

لم تقتصر عظمة أسامة بن زيد على ميادين القتال فحسب، بل تجلّت حكمته وبُعد نظره في أوقات الفتن. فلما وقعت الفتنة الكبرى بين الصحابة -رضي الله عنهم أجمعين- بعد مقتل عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، اعتزل أسامة بن زيد الفتنة تمامًا.

لم يشارك فيها بسيفٍ أو لسان. ورأى أن الدماء التي ستُسفك هي دماء أهل "لا إله إلا الله"، فتورّع عنها.

قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى «وقَدْ ذَكَرَ غيرُ واحدٍ أنّه، رضي الله عنه، لم يَشْهَدْ مع عليّ شيئًا من مَشاهِدِه، واعتذر إليه مما قال له رسول الله ﷺ حين قَتَلَ ذلك الرجلَ، وقد قال: لا إله إلا الله، فقال: "من لك بلا إله إلا الله يومَ القيامة، أقَتَلْتَهُ بعدما قال لا إله إلا الله؟ منْ لكَ بلا إله إلا الله يومَ القيامة؟!»

[البداية والنهاية (5/ 444)]

إِنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ بَعَثَ بَعْثًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى قَوْمٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَإِنَّهُمُ الْتَقَوْا فَكَانَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ إِذَا شَاءَ أَنْ يَقْصِدَ إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَصَدَ لَهُ فَقَتَلَهُ، وَإِنَّ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَصَدَ غَفْلَتَهُ، قَالَ: وَكُنَّا نُحَدَّثُ أَنَّهُ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، فَلَمَّا رَفَعَ عَلَيْهِ السَّيْفَ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَقَتَلَهُ، فَجَاءَ الْبَشِيرُ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَسَأَلَهُ فَأَخْبَرَهُ حَتَّى أَخْبَرَهُ خَبَرَ الرَّجُلِ كَيْفَ صَنَعَ، فَدَعَاهُ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: لِمَ قَتَلْتَهُ؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوْجَعَ فِي الْمُسْلِمِينَ، وَقَتَلَ فُلَانًا وَفُلَانًا، وَسَمَّى لَهُ نَفَرًا، وَإِنِّي حَمَلْتُ عَلَيْهِ فَلَمَّا رَأَى السَّيْفَ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: أَقَتَلْتَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَكَيْفَ تَصْنَعُ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ إِذَا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، اسْتَغْفِرْ لِي. قَالَ: وَكَيْفَ تَصْنَعُ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ إِذَا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: فَجَعَلَ لَا يَزِيدُهُ عَلَى أَنْ يَقُولَ: كَيْفَ تَصْنَعُ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ إِذَا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟».

[صحيح مسلم (97)]

 

دروس من سيرة أسامة بن زيد للشباب المسلم

في زمنٍ يبحث فيه شباب الأمة عن قدوة صالحة، يسطع أسامة مثالًا حيًّا على الطهارة والإخلاص، والإيمان والعمل، والقيادة والتواضع.

إنّ في سيرة أسامة بن زيد دروسًا لكلّ شابّ مسلم في هذا العصر الذي تعصف به المغريات وتكثر فيه الفتن.

 فهو يعلّمنا أنّ القيمة في الإيمان والعمل، لا في النَّسب ولا في المال، وأنّ الشباب يمكن أن يكونوا قدوة وأصحاب أثر إذا امتلكوا الإرادة الصادقة والنية الخالصة.

ولئن كان أعداء الأمس بالسيوف، فإن أعداء اليوم بالشبهات والأهواء، ودواء كليهما واحد: الإيمان الصادق والعمل الصالح.

 فليكن أسامة بن زيد قدوة لنا في الجدّ والاجتهاد، وفي حبّ النبي ﷺ، وفي الثبات على طريق الطاعة.

 

إنّ الحديث عن أسامة بن زيد رضي الله عنه ليس مجرد حنينٍ إلى الماضي، بل هو استدعاءٌ لـ قدوة خالدة يجب أن تُحيَا في شباب اليوم.

فهل نستلهم من سيرته عزيمةً تبني المستقبل؟

 

كن أنت أسامة العصر!

سيرة أسامة بن زيد ليست مجرد قصة تُروى للتسلية، بل هي مشروع حياة، ومنهاج عمل. إنها دعوة صريحة لكل واحدٍ منكم ليكون قدوةً للشباب في عصره.

كن كأسامة في حبك لله ورسوله، وفي برّك بوالديك.

كن كأسامة في همّتك العالية، وشوقك لخدمة هذا الدين.

كن كأسامة في تحمّلك للمسؤولية، وثقتك بنفسك وقدراتك.

كن كأسامة في حكمتك عند الفتن، وتورّعك عن كل ما يغضب الله.

إن الأمة اليوم بحاجةٍ ماسّةٍ إلى شبابٍ يمتلكون قلب أسامة، وعقل أسامة، وهمّة أسامة. شبابٍ يجمعون بين العلم والعمل، وبين الشجاعة والحكمة، وبين القوة والرحمة.

وختامًا

شارك هذه الفائدة مع إخوانك، وكن سببًا في إحياء الهمم. ولا تنسَ أن تترك تعليقًا بدرسٍ استفدته من سيرة هذا القائد الشاب، فالدالّ على الخير كفاعله.

«سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ».

وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

هل انتفعت بالفائدة

______

للاستزادة

https://dorar.net/hadith/sharh/39344

 

بحث

الأكثر تداولاً

مقالات متعلقة

2025‏/09‏/30
52٬021

كيف أصلي؟ صفة صلاة النبي ﷺ

كيف أصلي؟ صفة صلاة النبي ﷺ كما علّمها، شرحٍ مفصّل لصفة الصلاة الصحيحة من التكبير إلى التسليم

2025‏/10‏/15
68٬770

الصلاة: طريقك إلى الطمأنينة والجنة

اكتشف فضل الصلاة وأسرارها في حياة المسلم، وأثرها في طمأنينة القلب، ورفعة الدرجات، في الدنيا والآخرة🌿

مع تطبيق المصلي تعرف على المساجد القريبة أينما كنت بمنتهى الدقة

حمل المصلي الآن

مدار للبرمجة © 2025 جميع الحقوق محفوظة لشركة مدار البرمجة

Powered by Madar Software