
إن التواصي بالخير من أجل خصال المؤمنين، ومن هذا المنطلق فإننا نرسل إشعارات للملتحقين بختمة المصلي "وردك القرآني" وختمة "تدبرات قرآنية" لنعين بعضنا البعض على ملازمة كتاب الله كل يوم ونتفقد إخواننا أعضاء الختمة، فليس هناك أجمل من الاجتماع على كتاب الله.
وتردنا رسائل جميلة من الأعضاء، لكن الرسالة الأجمل هي التي أبكتنا، فقد أرسلنا رسالة عبر بريد المصلي لأعضاء الختمة نقول فيها: نفتقدك في ختمة "وردك القرآني مع المصلي"! لنقرأ وردنا اليوم معًا ونفوز بشفاعة القرآن. يومك سيكون أجمل مع بركة كتاب الله! 🌿
فجاءنا هذا الرد:
"نحن أيضًا نفتقد صاحب هذا الحساب فهو ممن كان محافظ على ورده نسأل الله أن يجعله شفيعًا وصاحبًا ومؤنسًا له، فقد ذهب عنا عند رب كريم غفور رحيم، وختم حياته وهو صائم وعلى المنبر بخطبة الجمعة، رزقنا الله وإياكم حسن الخاتمة وهدانا الله، فنحن المقصرون عن وردنا، ولكننا نحاول أن نقتدي به، وسيظل هذا الحساب باسمه مفتوح إن شاء الله وله الأجر".
ما أجمل هذه الخاتمة، وما أعظم الأثر الذي تركه في اهله وفينا نحن، ونسأل الله العظيم أن يجعل كل طاعة تُؤدى على جواله تكون في ميزان حسناته.
حسن الخاتمة لا تكون إلا لمن استقام ظاهره وصلح باطنه، قال تعالى: ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ﴾ [إبراهيم: 27]
قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا، عَسَلَهُ "، قِيلَ: وَمَا عَسلُهُ؟ قَالَ: " يَفْتَحُ اللهُ لَهُ عَمَلًا صَالِحًا قَبْلَ مَوْتِهِ، ثُمَّ يَقْبِضُهُ عَلَيْهِ "». [(صحيح لغيره،) مسند أحمد (17784)]
ومن أعظم الوسائل لحسن الخاتمة:
المحافظة على الطاعات والبُعد عن المحرمات، وكثرة الاستغفار، وملازمة التوبة، والإلحاح على الله بالدعاء، ونشر ما يرجى نفعه وما يكون نفعه متعدي لغيره، فيكون له صدقات جارية بعد الممات.
فهذه هي الخاتمة التي تمناها الصالحون:
كان عامر بن ثابت بن عبد الله بن الزبير إذا صلى رفع يديه قائلاً: اللهم إني أسألك الميتة الحسنة قال أبناؤه: وما هي الميتة الحسنة؟ قال: أن يتوفاني وأنا ساجد فقام وصلى، فقبض الله روحه وهو ساجد.
كبر حكيم بن حزام حتى ذهب بصره، ثم اشتكى فاشتدّ وجعه فكان يهمهم ويقول: لا إله إلّا أنت، أحبك وأخشاك، حتى مات.
وقال محمد بن ثابت البناني: ذهبت ألقن أبي وهو في الموت فقلت: يا أبت! قل لا إله إلا الله. فقال: يا بني، خل عني، فإني في وردي السادس أو السابع!!
ولما احتضر عبدالرحمن بن الأسود بكى. فقيل له: مم البكاء؟ فقال: أسفاً على الصلاة والصوم، ولم يزل يتلو القرآن حتى مات.
وسمع عامر بن عبدالله المؤذن وهو في مرض الموت فقال: خذوا بيدي إلى المسجد، فدخل مع الإمام في صلاة المغرب، فركع ركعة ثم مات رحمة الله.
ومن عاش على الطاعة والعمل الصالح فإنه بإذن الله يموت ميتة حسنة ويختم له بإذن الله بخاتمة السعادة.
اللهم اغفر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا، اللهم من أحييته فأحيه على الإسلام، ومن توفيته فتوفه على الإيمان، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده، اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه، وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله، وأدخله الجنة وقه فتنة القبر وعذاب النار" والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
انشر تؤجر وشاركنا تعليقاتك.