وصل المسجد بعد انتهاء الصلاة، فهل يصلي بالمسجد أم يصلي بالبيت جماعة بزوجته؟!

قد يصل الإنسان إلى المسجد ويجد أن صلاة الجماعة بالمسجد فاتته، لأنه كان على سفر أو كان نائماً أو غيرها من الأعذار، وفي هذه الحالة إن وجد جماعة ثانية بالمسجد صلى معهم، لكن إذا لم يجد جماعة بالمسجد، فهل يدخل يصلي بالمسجد منفرداً أم يعود إلى بيته ويصلي بزوجته؟ 

في هذه الحالة الأَولى للإنسان أن يذهب إلى بيته ويصلي جماعة بأهل بيته، فإذا فاتتك الجماعة الأُولى، اجعل صلاتك في بيتك، وتوصي أهلك بانتظارك قليلاً، فتصلي بهم جماعة، وتحصل أنت وهم أجر الجماعة، ويكون ذلك بركة عليك، وعلى أهل بيتك، إن شاء الله.

سُئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: "رجلان صاحبا مزرعة، ولهما مسجد صغير، فمرض أحدهما ولم يستطع الذهاب إلى المسجد، والآخر هل يذهب ويصلي في المسجد منفردا؟ أم يصلي مع صاحبه في بيته؟

فأجاب: هل المسجد يأتيه أحد؟ السائل: لا، المسجد صغير لهما فقط.

الشيخ: وليس هناك مارة يمرون من عند المسجد؟ السائل: لا، هما في مزرعة بعيدة عن الإسفلت.

الشيخ: إذاً، يأتي مع صاحبه، ويصلي معه جماعة في بيته، أفضل من كونه يصلي في المسجد منفرداً" انتهى من "لقاء الباب المفتوح" (25 / 17 ترقيم الشاملة).

وصلاة الرجل مع زوجته هي صلاة جماعة. قال ابن قدامة رحمه الله تعالى: " وتنعقد الجماعة باثنين فصاعداً. لا نعلم فيه خلافاً...

وقال النبي صلى الله عليه وسلم لمالك بن الحويرث وصاحبه: «إذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكما، وليؤمكما أكبركما»... ولو أم الرجل عبده ، أو زوجته : أدرك فضيلة الجماعة " انتهى من "المغني" (3 / 7 - 8).

وقال النووي رحمه الله تعالى: "إذا صلى الرجل في بيته برفيقه، أو زوجته، أو ولده، حاز فضيلة الجماعة، لكنها في المسجد أفضل " انتهى من "روضة الطالبين" (1 / 341)