
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «كُنَّا نَعْرِفُ انْقِضَاءَ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالتَّكْبِيرِ» صحيح مسلم (583).
اختلف العلماء في المقصود بالتكبير الوارد في حديث ابن عباس رضي الله عنهما: فقيل: أن يكبر إذا فرغ من الصلاة ثلاث تكبيرات، قال ابن رجب رحمه الله: روى الإمام أحمد، عن عمرو بن دينار قال: إن الناس كانوا إذا سلم الإمام من صلاة المكتوبة: كبروا ثلاث تكبيرات.
وقال حنبلٌ: سمعت أبا عبد الله يقول: ثنا عليٌ بن ثابتٍ: ثنا واصلٌ، قال: رأيتُ علي [ بن ] عبد الله بن عباسٍ إذا صلى كبر ثلاث تكبيراتٍ. قلت لأحمد: بعد الصلاة ؟ قال: هكذا. قلت له: حديث عمرو، عن أبي معبد، عن ابن عباسٍ: ( كنا نعرف انقضاء صلاة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالتكبير )، هؤلاء أخذوه عن هذا ؟. قال: نعم. قال ابن رجب: فقد تبين بهذا أن معنى التكبير الذي كان في عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عقب الصلاة المكتوبة: هو ثلاث تكبيراتٍ متواليةٍ. فتح الباري لابن رجب (7/ 396).
وقيل: إن المراد بـ" التكبير ": هو قول: ( سبحان الله والحمد لله والله أكبر ) دبر الصلاة ثلاثًا وثلاثين.
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: كان صلى الله عليه وعلى آله وسلم يجهر بالأذكار بعد الصلاة،... عن ابن عباسٍ: ( كنا نعرف انقضاء صلاة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالتكبير ) أي: بالتكبير الذي يكون مع الذكر ؛ لأن الذكر مشتمل على قول: سبحان الله والحمد لله والله أكبر. فتاوى نور على الدرب للعثيمين (8/ 2).