في زمن كورونا: كل يوم ثواب مثل جبل أحد بإذن الله!

عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من صلى على جنازة فله قيراط، ومن اتبعها حتى توضع في القبر فقيراطان» قال: قلت: يا أبا هريرة، وما القيراط؟ قال: «مثل أحد» صحيح مسلم (945). فالصلاة على الجنازة فقط لك بها مثل جبل أحد حسنات.

ولقد اختلف الفقهاء في حكم صلاة الجنازة على الغائب على ثلاثة أقوال:

الأول: جواز الصلاة على الميت الغائب مطلقًا. وهو مذهب الشافعية . المجموع (5/ 211).

والحنابلة، المغني (3/ 446). واستدلوا لذلك بصلاته - صلى الله عليه وسلم - على النجاشي، فعن أبي هريرة رضي الله عنه «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نعى للناس النجاشي في اليوم الذي مات فيه، فخرج بهم إلى المصلى، وكبر أربع تكبيرات» صحيح مسلم (951).

والثاني: عدم جواز الصلاة على الميت الغائب. وهو قول الحنفية، بدائع الصنائع (1/ 312).

والمالكية، الشرح الصغير (2/ 70). وقالوا أن الصلاة على النجاشي مخصوصة بالنبي صلى الله عليه وسلم.

والثالث: التفصيل في ذلك؛ إن كان لم يُصَلَّ عليه صُلِّيَ عليه، وإن كان قد صلي عليه لم يصل عليه صلاة الغائب، وإن كان كبيرًا في علمه أو ماله أو جاهه، فيصلى عليه صلاة الغائب. مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين (17/ 146)، أحكام الجنائز (ص: 93).

الرابع: أنه يصلى على الغائب إذا كان فيه منفعة للمسلمين؛ كعالم نفع الناس بعلمه، أو تاجر نفع الناس بماله، ومجاهد نفع الناس بجهاده، وغير ذلك، فيصلى عليه؛ شكرًا له وردًا لجميله وتشجيعًا لغيره على أن يفعل مثل ما فعل. مجموع فتاوى الشيخ ابن باز (13/ 158 - 159).

وعليه فيجوز لمن يأخذ برأي الشافعية والحنابلة أن يصلي على كل من مات بفيروس كورونا صلاة الغائب، وذلك بأن ينوي الصلاة على كل من مات  من المسلمين بسبب فيروس كورونا، ثم يشرع في صلاة الجنازة أربع تكبيرات.

ومن أخذ بالرأي الثالث، والذي يفرق بين من صُلي عليه وبين من لم يُصلى عليه، فينوي الإنسان الصلاة على من مات بفيروس كورونا ولم يصلى عليه.

وإذا ما انتهت جائحة كورونا، فلا يُصلي صلاة الجنازة بعد ذلك، لأن العلة قد انتهت.

راجع:

الفقه الميسر (1/  488 : 489).