40 ألف خلية عصبية بالقلب، فهل حقًا يفكر القلب ويعقل؟!

{وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [الذاريات: 21] ما زال العلماء إلى يومنا هذا يكتشفون في جسم الإنسان فقط ما يبرهن على عظمة خالق الإنسان سبحانه، وكلما قرأ المسلم هذه الحقائق التي جاء بها القرآن والسنة الصحيحة، ازداد إيمانًا، ولو وصلت إلى غير المسلم لدخل في دين الله دون تردد، ومن هذه البراهين والأدلة على عظمة الخالق وإعجاز القرآن الكريم، ما اكتشفه العلماء من أن القلب يعقل ويفكر!

فالقلب ليس مجرد مضخة! هذه آخر حقيقة علمية وصل إليها العلماء حديثًا، فقد اكتشفوا أكثر من أربعين ألف خلية عصبية معقدة لا تزال مجهولة للعلماء، ووجدوا أن القلب "يفكر ويعقل ويفهم ويتذكر".

هذا الاكتشاف الجديد أشار إليه القرآن بوضوح كامل: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ} [الحج: 46].

وقال تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُون} [الأعراف: 179].

ووجد العلماء أن القلب يحتوي على ما يسمى بالدماغ الصغير “little brain ” حيث ثبت أن القلب يحوي شبكات معقدة من الأعصاب وناقلات عصبية والتي لها نفس الوظيفة التي يقوم بها المخ في التذكر، كما ثبت أن القلب يرسل للمخ أيضًا معلومات أكثر مما يرسل المخ له!

ووجدوا أن الدائرة الكهربائية في “دماغ القلب” متطورة لدرجة تسمح لها بالعمل باستقلال نوعي عن الدماغ الأساسي !! وهذا أحد أسباب نجاح عمليات نقل القلب واستطاعته الاعتماد على نفسه لفترة، بعيدًا عن الدماغ الأول إلى حين يوضع في الجسد الجديد ويتصل بالدماغ الثاني!

ويحتوي هذا الدماغ الصغير على 40 ألف خلية عصبية!! وهو قادر على التعلم والتذكر وحتى الإحساس والتعقل!

والمعلومات الصادرة عن القلب، ومن ضمنها الأحاسيس، ترسل إلى الدماغ التي في الرأس عبر عدة ممرات عصبية، حتى تصل إلى المراكز العليا في الدماغ حيث المنطقة المسؤولة عن الإدراك واتخاذ القرارات.

وهكذا فإن الجهاز العصبي في القلب قادر على معالجة المعلومات بشكل مستقل عن الجهاز العصبي المركزي!

فالقلب أظهر تعقيدًا أكبر بكثير مما كان يعتقده العلماء والباحثون، ويجري العمل الآن على قدم وساق لمجرد فهم هذه التعقيدات ومدى اختلاف خلاياه العصبية عن خلايا دماغ الرأس العصبية؟ وما هي وظائفه المخفية التي يحملها في موجاته الكهرومغناطيسية إلى باقي الجسد؟

كلها ألغاز وعجائب لا زال العلم يحبو لمجرد فهمها.

ولكن يبقى إعجاز الوحي الإسلامي وتأكيداته قرآنًا وسنة حاضرة غير غائبة، ونختم بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أَلاَ وَإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً: إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، أَلاَ وَهِيَ القَلْبُ» صحيح البخاري (52) صحيح مسلم (1599).

المصادر:

https://muslims-res.com/%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%84%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%82%D9%84%D8%8C-%D9%87%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%84%D8%A8-%D9%85%D8%AC%D8%B1%D8%AF-%D9%85%D8%B6%D8%AE%D8%A9-%D8%AF%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%AC.html/?fbclid=IwAR0p3ZTPb2Ip7z-0ZEStHG22EHAku4Pe55-BvNsC6ef-OarYqiJonBZ8vZs