مدونة المصلي >> تعليمي

أكثر ما كان يدعو به النبي ﷺ

أكثر ما كان يدعو به النبي ﷺ
2023‏/05‏/15
51٬400

إن دعوات النبي صلى الله عليه وسلم كنوزٌ عظيمة من منح الخير الجزيلة، وواجبها أن تُحفظ وتُفهم، وله صلى الله عليه وسلم من تلك الأدعية نخبةٌ، يكثر من مناجاة ربه بها، ومن تلك النخبة دعاء عظيم كان أكثرَ دعاءٍ يدعو به النبي صلى الله عليه وسلم؛ لعِظَمِ ما حوى من مسائل الخير ومصارف الشر في الدنيا والآخرة، والأدبِ مع ربه جل وعلا.

فقد سَأَلَ قَتَادَةُ أَنَسًا أَيُّ دَعْوَةٍ كَانَ يَدْعُو بِهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْثَرَ، قَالَ: كَانَ أَكْثَرُ دَعْوَةٍ يَدْعُو بِهَا يَقُولُ: «اللهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ» قَالَ: وَكَانَ أَنَسٌ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ بِدَعْوَةٍ دَعَا بِهَا، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ بِدُعَاءٍ دَعَا بِهَا فِيه. صحيح البخاري (6389)، صحيح مسلم (.2690)، واللفظ له.

هكذا كان حال النبي صلى الله عليه وسلم مع هذا الدعاء العظيم، دعاء علمنا المولى عز وجل إياه في كتابه، وجعله شعار ثناءٍ لمن ساق له نعيمَ الدنيا والآخرة، قال تعالى: {فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ (200) وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201) أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (202)} [البقرة: 200 - 202].

قال الإمام ابن كثير: "فجمعت هذه الدعوة كل خير في الدنيا، وصرَفت كل شر؛ فإن الحسنة في الدنيا تشمل كل مطلوب دنيوي؛ من عافية، ودار رحبة، وزوجة حسنة، ورزق واسع، وعلم نافع، وعمل صالح، ومركب هنيء، وثناء جميل، إلى غير ذلك، وأما الحسنة في الآخرة، فأعلى ذلك دخول الجنة، وتوابعه من الأمن من الفزع الأكبر في العرصات، وتيسير الحساب، وغير ذلك من أمور الآخرة الصالحة، وأما النجاة من النار، فهو يقتضي تيسير أسبابه في الدنيا؛ من اجتناب المحارم والآثام، وترك الشُّبهات والحرام". تفسير ابن كثير (1/ 558).

فصار هذا الدعاء أجمعَ دعاء وأكمله، وأولاه بالإيثار، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الدعاء به، والحث عليه.

الله أكبر، ثواب عظيم، ودعاء خيره جزيل، فكيف لا نلازم هذا الدعاء كل يوم، بل في كل عمل، كما أشار ابن القيم أن النبي كان إذا دعا بأي دعاء جعل معه هذا الدعاء: اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

وبفضل الله وفرنا لكم صحيح أدعية النبي ﷺ بنافذة الدعاء ومنها هذا الدعاء العظيم، فاجعل لك نصيب من دعاء النبي ﷺ كل يوم، وابدأ الآن.

وشاركونا في التعليقات أدعية نبوية أخرى تلازمونها في يومكم...

مقالات متعلقة

2023‏/05‏/08
51٬889

وسيلة جميلة لقراءة القرآن يوميًا

تود المواظبة على قراءة القرآن يوميًا؟ تشتاق أن تجتمع مع من تحب على كتاب الله؟ إذن اضغط هنا الآن، فالقرآن يجمعنا

مع تطبيق المصلي تعرف على المساجد القريبة أينما كنت بمنتهى الدقة

حمل المصلي الآن

مدار للبرمجة © 2022 جميع الحقوق محفوظة لشركة مدار البرمجة