
فضل تكبيرات عشر ذي الحجة:
من الأعمال والعبادات العظيمة، في هذه الأيام ذكر الله بالتكبير والتحميد والتهليل، ورفع الصوت بذلك، قال الله تعالى:{وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ}[الحج:28].
قال ابن عباس رضي الله عنهما: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ أَيَّامُ الْعَشْرِ)؛ وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ يُكَبِّرَانِ، وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا}. أخرجه البخاري في صحيحه معلقًا (1/329).
صيغ تكبيرات عشر ذي الحجة:
أما صيغ التكبير فلم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم صيغة معينة في التكبير، وإنما ثبت عن صحابته رضي الله عنهم في ذلك عدة صيغ منها:
الصيغة الأول: قول:( اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبيرًا) وهذه الصفة ثابتة عن سلمان الفارسي رضي الله عنه، أخرجها البيهقي في السنن الكبرى(3/316)، وصحح الحافظ ابن حجر سندها كما في الفتح(2/462).
الصيغة الثانية: قول:( اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، واللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، وللَّهِ الحمدُ) وهذه الصفة ثابتة عن ابن مسعود رضي الله عنه، أخرجها ابن أبي شيبة في مصنفه(5633).
الصيغة الثالثة: قول:( اللَّهُ أَكْبَرُ كَبيرًا، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبيرًا، اللَّهُ أَكْبَرُ وأجَلُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، وللَّهِ الحمدُ) وهذه الصفة ثابتة عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، أخرجها ابن أبي شيبة في مصنفه(5646).
فكبروا الله في هذه الأيام المباركات وأكثروا من ذكر الله، كبروا الله بهذه الصيغ السابقة أو أي صيغة أخرى، فالأمر في التكبير واسع، وذلك لعدم وجود نص ثابت عن النبي ﷺ يحدد صيغة معينة، وما دام الأمر كذلك فللمسلم أن يكبر بأي صيغة من صيغ التكبير.
أقسام تكبيرات عشر ذي الحجة:
والتكبير ينقسم إلى قسمين:
مطلق: وهو الذي لا يتقيد بشيء، فيُسن دائمًا، في الصباح والمساء، قبل الصلاة وبعد الصلاة، وفي كل وقت.
مقيد: وهو الذي يتقيد بأدبار الصلوات.
وقت تكبيرات عشر ذي الحجة:
ويبدأ التكبير المطلق من أول العشر ذي الحجة وحتى سائر أيام التشريق، أي من غروب شمس آخر يوم من شهر ذي القعدة، إلى آخر يوم من أيام التشريق، وذلك بغروب شمس اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة).
وأما المقيد بالصلوات، فإنه يبدأ من فجر يوم عرفة إلى غروب شمس آخر أيام التشريق - بالإضافة إلى التكبير المطلق – فإذا سَلَّم من الفريضة واستغفر ثلاثاً وقال: " اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام " بدأ بالتكبير.
هذا لغير الحاج، أما الحاج فيبدأ التكبير المقيد في حقه من ظهر يوم النحر.
تكبيرات عشر ذي الحجة:
شارك الفائدة مع أحبابك وأسمع الدنيا كلها ذكر الله في خير أيام الدنيا على الإطلاق.