السلطان العثماني الرابع عشر في ترتيب سلاطين الدولة العثمانية، ولد سنة 1013هـ ـ 1604م وتولى الحكم بعد عزل عمه السلطان «مصطفى الأول» وذلك سنة 1026هـ ـ 1617م، وهو ابن الثالثة عشرة، ولصغر سنه تحكم في الأمور قادة الإنكشارية الذين تسلطوا على مقاليد الحكم وكانوا نكبة على الدولة.
حاول «عثمان الثاني» الحد من تصاعد الأمور مع فرنسا بعد تدخلها في شئون الدولة، فأطلق سراح قنصل فرنسا وكاتبه ومترجمه الذين سجنهم عمه «مصطفى» واعتذر لملك فرنسا، ولكن فرنسا استمرت في التدخل في شئون بولونيا «بولندا» والاتفاق على إثارة القلاقل في إمارة البغدان، بعدها أعلن «عثمان الثاني» الجهاد على بولونيا لتدخلها في شئون إمارة البغدان، ولكن بعد بداية القتال ظهر أن فرق الإنكشارية أصبحوا لا يصلحون للقتال، حيث أجبروه على عقد الصلح مع بولونيا وذلك سنة 1029هـ، بحجة تعبهم من مواصلة القتال وطلبهم للراحة، فتأثر عثمان من ذلك وقرر استبدالهم بجيوش مدربة جديدة من ولايات الدولة في آسيا خاصة من العرب واهتم بتدريبهم وتنظيمهم، وأظهر عثمان أنه يريد أداء الحج لاصطناع قبائل العرب.
علم قادة الإنكشارية بعزم عثمان على استبدالهم والتخلص منهم فثاروا وهاجوا وماجوا وحاصروا القصر السلطاني وأجبروه على عزل نفسه وذلك في 9 رجب 1031هـ ـ 20 مايو 1621م، ثم قتلوه ظلمًا وعدوانًا.
راجع: تاريخ الدولة العلية ص276، السلاطين العثمانيون ص60، تاريخ الدولة العثمانية ص134، التاريخ الإسلامي (8/130)، المختار المصون (2/1047).