كيف نتعامل مع الغضب؟!

جاء أبو الدرداء -رضي الله عنه- إلى النبي ﷺ قائلًا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ، فقال رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «‌لَا ‌تَغْضَبْ، وَلَكَ الْجَنَّةُ» [صحيح الجامع (7374)]، وفي حديثٍ آخَر أنَّ رَجُلًا قال للنبي ﷺ: أوْصِنِي، فقال ﷺ: «لا تَغْضَبْ». فَرَدَّدَ الرجلُ مِرَارًا، فقال ﷺ: «لا تَغْضَبْ» [رواه البخاري (6116)] أي: ردَّدَ الرجلُ طلب الوصية مِرارًا كأنه يقول للنبي ﷺ مرةً بعد مرةٍ: أوصني يا رسول الله، فلم يَزِدْه ﷺ في الوصية على «لا تَغْضَبْ».

قال أحد العلماء: تَفَكَّرتُ في قوله ﷺ «لا تَغْضَبْ»؛ فوجدتُّ الغضب يجمع الشَّرَّ كله.

وقال ابن التِّين -رحمه الله-: جَمَعَ قولُه ﷺ «لا تَغْضَبْ» خَيرَي الدنيا والآخرة؛ لأن الغضب يَئُول إلى القطيعة ومنع الرِّفق، وربما يَئُول إلى أن يؤذي الغاضبُ المغضوبَ عليه، فيُنْقِص ذلك من الدِّين.

والسيطرة على الغضب من الصفات التي امتدح الله بها عباده المؤمنين في كتابه العزيز؛ حيث قال: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ} [آل عمران:134].

وقال النبي ﷺ: ‌«مَنْ ‌كَظَمَ ‌غَيْظًا، وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ؛ دَعَاهُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ مِنْ أَيِّ الْحُورِ شَاءَ» [صحيح الترغيب (2753)].

والغضب له أضرار صحية كثيرة؛ منها: تجلُّط الدم، وارتفاع الضغط، وزيادة نبض القلب، وضيق التنفس، وقد يؤدي إلى سكتة مُمِيتة. ومن أضراره أيضًا خروجُ الإنسان عن شعوره وشَتْمه الآخرين، وقد ينتج عنه انفصام عُرَى الأُسرة من طلاقٍ وغيره؛ لذلك قال النبي ﷺ: ‌«ليسَ الشَّديدُ بالصُّرَعَةِ، إنَّما الشَّديدُ الَّذي يملِكُ نفسَه عندَ الغَضبِ» [رواه البخاري (6114)، ومسلم (2609)] ومعنى «الصُّرَعَةِ»: هو الذي يغلب الناس بقُوَّته.

وكان من دعاء النبي ﷺ: ‌«وَأَسْأَلُكَ ‌كَلِمَةَ ‌الْحَقِّ ‌فِي ‌الرِّضَا ‌وَالْغَضَبِ» [رواه النسائي (1305) وإسناده صحيح] فإن الغضب إذا تمكَّن من المرء فإنه قد يمنعه من قول الحق أو قبوله.

وقال أحد الحكماء: "إياك وشدة الغضب؛ فإنها مُفسِدةٌ لفؤاد الحكيم"، وقال آخَر: "ما تكلَّمْتُ في غضبي قَطُّ بما أندم عليه إذا رضيت".

 ومن الأمور المُعِينة على السيطرة على الغضب:

1- التطلُّع إلى ما عند الله من أجر الكاظمين الغيظ.

2- الدعاء بأن يعين اللهُ المرءَ بالسيطرة على غضبه وتهدئة النفس.

3- الوضوء أو الصلاة.

4- تغيير الحال الذي عليه المرء؛ أي إذا كان جالسًا فَلْيَقِف، وإذا كان واقفًا فَلْيَجلِس، وإذا كان مُستلقِيًا فَلْينهَض، وهكذا.

5- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.

6- تذكُّر المفاسد المترتبة على الغضب.

شارك تلك الفائدة مع أحبابك لعلها تمنع غضبًا وتدفع شرًّا