حبيب بن عدى رضى الله عنه أسره المشركون يوم أحد وعذبوه عذاباً شديداً فقال له أبو سفيان: أيسرك أن محمداً عندنا نَضْرب عنقه وإنك في أهلك؟ فقال: لا والله. ما يَسُرُّني أني في أهلي وأن محمداً في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه. فلما أيقن بالموت ما طلب توديع أبنائه ولا رؤية أهله ولا وصّى: من يرعى شئونه من بعده. ولكنه طلب قرّةُ العين التي يتقوى بها على مجابهة الطغيان. قال: أمهلوني أصلى ركعتين فلما انتهى من صلاته التفت إلى قريش وقال: والله لولا أن تقولوا أطال الصلاة جزعاً من الموت لأطلتها. لماذا؟ لأنها قرة العين واللذة والسعادة التي لا يحصل عليها إلا الموفقون ﴿ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴾ [البقرة:45].