مدونة المصلي >> مواقف تاريخية

أول مرصد فلكي أندلسي بأوروبا، مازال قائمًا حتى الآن!

أول مرصد فلكي أندلسي بأوروبا، مازال قائمًا حتى الآن!
2021‏/09‏/13
26٬263

يقول العالم الإنجليزي دانييل أوف مورلي في عام (1175م): منذ مدة غادرت إنكلترا لمتابعة دراستي الأكاديمية، وأمضيت بباريس بعض الوقت، ووجدت هناك بهائم متربعين على كراسي الأساتذة ويتمتعون بسلطة خطرة. لكنني عندما سمعت بمذهب العرب، وكان هو السائد بطليطلة في تلك الأيام، هرعت إليها بأسرع ما استطعت، لأستمع إلى أحكم حكماء العالم.

خلف هذه المقولة كانت نتائج مذهلة لعلماء المسلمين بالأندلس، وأعمال مميزة نفعت البشرية كلها بعد ذلك، ومن هذه الأعمال، مرصد الخيرالدا.

يعد الخيرالدا أو الجيرالدا أحد أهم معالم مدينة إشبيلية بإسبانيا، وهي شعار هذه المدينة، وبها يفتخرون ويفاخرون، حتى إنهم يقولون: إن من يصعد برج إيفل يرى باريس كلها، أما من يصعد الخيرالدا فيرى الدنيا جميعاً.

فحينما فتح المسلمون الأندلس وأرسوا فيها قواعد العدل والمؤاخاة، استطاعوا أن يوجدوا بيئة مناسبة للإبداع، فبرعوا في مجالات عدة، منها مجال الفلك والنظر في الكون الفسيح حتى استطاعوا إنشاء أول مرصد فلكي بالأندلس حينها، وكان أول مرصد في أوروبا، وكانت نتائج هذه الأبحاث الفلكية لها فضل كبير على باقي الحضارات التي استفادت من هذه النتائج.

يقول المؤرخ العالمي سيديو في معرض الكلام عن الجداول الفلكية العربية المسلمة التي تم نقلها إلى الصين: "فما ينسب إلى الحضارة الصينية القديمة ما هو إلا قبس مستعار من مشكاة المسلمين".

وكان تشييد أول مرصد في أوروبا من إشراف العالم الرياضي الكبير جابر بن أفلح حيث كان هذا المرصد فوق مئذنة جامع أشبيلية الكبير والمعروف باسم: الخيرالدا (أو الجيرالدا) لرصد النجوم وذلك في سنة 1190م .

وعندما سقطت إشبيلية 1248م لم تكن القوات المسيحية تدري أن مئذنة الجامع الكبير في المدينة كانت أول مرصد فلكي بأوروبا... لم يدر الغزاة ماذا يفعلون بهذا الهيكل الشاهق فحولوه لبرج حراسة!

وللأسف هذا كان دأب الغرب في أكثر تعاملهم مع تاريخ المسلمين المذهل في الأندلس؛ لأن الحقد كان يملأ نفوسهم تجاه المسلمين، كما  أنه كانت هناك فجوة زمنية سحيقة في العقول والأفكار بين علماء المسلمين، بل وعامة المسلمين كذلك، وبين أكثر علماء الغرب في هذا الوقت، حتى أعترف المنصفون منهم بوجوب اتباع المسلمين العرب في منهج علومهم وطريقة تفكيرهم.

يقول هاف أوف سانتالا الذي ترجم كثير من كتب المسلمين في علم الفلك: «إنه ليَحسُن بنا تقليد العرب، لاسيما وأنهم إن صح التعبير أساتذتنا الذين سبقونا في هذا الفن».

كما أقر آخرون بأن المسلمون العرب هم القوم الوحيدون الذين فهموا علم الهندسة حق الفهم.

للاستزادة:

بيت الحكمة: كيف أسس العرب لحضارة الغرب؟ للمؤرخ الأمريكي جوناثان ليونز (188، 192 ، 194)

مقالات متعلقة

مع تطبيق المصلي تعرف على المساجد القريبة أينما كنت بمنتهى الدقة

حمل المصلي الآن

مدار للبرمجة © 2022 جميع الحقوق محفوظة لشركة مدار البرمجة