من الضوابط والاحترازات التي تتأخذها كثير من دول العالم الإسلامي، لبس الكمامة أثناء دخول المسجد والصلاة.
وقد يجد المصلي نفسه مضطرًا إلى يُخرج البلغم أعزكم الله (النخامة)، ولا يدري ما يفعل، خاصة مع وجود الكمامة، فهل له أن يبتلع البلغم، ولا يؤثر على الصلاة؟!
أولاً لابد وأن نعلم أن ابتلاع النخامة (البلغم) أثناء الصلاة مختلف فيه بين العلماء، فمنهم من جعله مبطل للصلاة، وذلك إن تمكن المصلي من طرحها ولم يفعل، فمن ابتلع نخامة أثناء الصلاة عمدًا مع قدرته على طرحها فقد بطلت صلاته. قاله الحطاب في مواهب الجليل، والشربيني الخطيب في الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع.
ومنهم من جعله غير مفسد للصلاة، واستدلوا بأن البلغم طاهر، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ فَأَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: «مَا بَالُ أَحَدِكُمْ يَقُومُ مُسْتَقْبِلَ رَبِّهِ فَيَتَنَخَّعُ أَمَامَهُ؟ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يُسْتَقْبَلَ فَيُتَنَخَّعَ فِي وَجْهِهِ؟ فَإِذَا تَنَخَّعَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَنَخَّعْ عَنْ يَسَارِهِ تَحْتَ قَدَمِهِ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيَقُلْ هَكَذَا» وَوَصَفَ الْقَاسِمُ – أحد رواة الحديث- فَتَفَلَ فِي ثَوْبِهِ ثُمَّ مَسَحَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ. صحيح البخاري (413) صحيح مسلم (550).
قال ابن قدامة رحمه الله: ولو كانت نجسة لما أمر بمسحها في ثوبه وهو في الصلاة ولا تحت قدمه. المغني (1/415).
وحيث إن البلغم طاهر، وليس بطعام ولا بشراب، ولا في معناهما: فإذا بلعه المصلي وهو في الصلاة فصلاته صحيحة، وخاصة إذا غلبه، ولم يتمكن من إخراجه خاصة مع وجود الكمامة.
وهنا لا بد وأن نعرج على مسألة (تفل المخاط في المسجد) لأنه قد يفهم من الحديث إطلاق جواز تفل المخاط في المسجد:
فلا خلاف بين الفقهاء في أنّ تفل الفضلات الطّاهرة المستقذرة من مخاطٍ ونحوه من بصاقٍ ونخامةٍ محظور، لحديث: «البزاق في المسجد خطيئة». صحيح البخاري (415) صحيح مسلم (552).
والأكمل والأفضل في هذه المسألة، أن يقوم المصلي بتفل البلغم (النخامة) في منديل معه، إن تمكن من ذلك، دون كثير حركة في الصلاة، وهذا مأخوذ من الحديث السابق عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ فَأَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: «مَا بَالُ أَحَدِكُمْ يَقُومُ مُسْتَقْبِلَ رَبِّهِ فَيَتَنَخَّعُ أَمَامَهُ؟ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يُسْتَقْبَلَ فَيُتَنَخَّعَ فِي وَجْهِهِ؟ فَإِذَا تَنَخَّعَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَنَخَّعْ عَنْ يَسَارِهِ تَحْتَ قَدَمِهِ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيَقُلْ هَكَذَا» وَوَصَفَ الْقَاسِمُ – أحد رواة الحديث- فَتَفَلَ فِي ثَوْبِهِ ثُمَّ مَسَحَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ. صحيح البخاري (413) صحيح مسلم (550).
فإن لم يستطع أن يتفله في منديل من تحت الكمامة، فلا بأس ببلع البلغم حينها. والله أعلم.