حمل المصلي الآن
مدونة المصلي >> تاريخنا

قصة تدمير أعظم مكتبة إسلامية على وجه الأرض!

قصة تدمير أعظم مكتبة إسلامية على وجه الأرض!
2020‏/12‏/26
90٬275

إن نجاح أي أمة وتفوقها هو بمقدار تمسكها بالعلم واهتمامها به، وهذا يكون نابعاً من دينها، وكذا يعلمنا ديننا الحنيف، ولذا فإن التراث العلمي لأمة الإسلام لا يمكن بأي حال مقارنته بغيره من التراث العلمي لأي أمة من الأمم، فلك أن تتخيل أنه ومع كل تلك الجرائم التي تمت بحق المسلمين على مر التاريخ من إحراق وإغراق لمكتباتهم وكتبهم، ومن نسبة أبحاثهم لغيرهم، إلا أنه ما زالت لهم اليدى الطولى في كل العلوم، وما زالت لهم قدم السبق في أكثر الاكتشافات العلمية التي بٌني عليها ما بعدها.

ولقد كان تدمير مكتبة بغداد من أبشع الجرائم التي تمت في حق الإنسانية كلها، وللأسف فهي جريمة متكررة في التاريخ، كما حدث بالأندلس في مكتباتها العملاقة، لكن تدمير هذه المكتبة بالذات كان الأشد ألماً

فبينما كان فريق من التتار يقتل المسلمين ويسفك دماءهم، اتجه فريق آخر من التتار لعمل إجرامي آخر، حيث اتجه فريق من أشقياء التتار إلى تدمير مكتبة بغداد العظيمة، أعظم مكتبة على وجه الأرض في ذلك الزمن، فقد كانت تحوي عصارة فكر المسلمين أكثر من (600) عام، جمعت فيها كل العلوم والآداب والفنون، وكل أنواع العلوم، هذا بالإضافة إلى ملايين الأبيات من الشعر، وعشرات الآلاف من القصص والنثر، والترجمات المختلفة لكل العلوم الأجنبية اليونانية والفارسية والهندية وغيرها.
فقد كانت مكتبة بغداد مكتبة عظيمة بكل المقاييس، ولم يقترب منها في العظمة إلا مكتبة قرطبة الإسلامية في الأندلس، وقد مرت مكتبة قرطبة بنفس التجربة قبل (20) سنة فقط من سقوط بغداد -أي: عام 636 من الهجرة- فقد أحرقت مكتبة قرطبة تماماً عندما سقطت في يد نصارى أوروبا، وقام بذلك الحرق أحد قساوسة النصارى بنفسه واسمه قمبيز.
حمل التتار الكتب الثمينة والتي بلغ أعدادها ملايين الكتب الثمينة، وألقوا بها جميعاً في نهر دجلة، هكذا ببساطة، وهذا من غباء التتار، فقد كان يمكنهم أخذ هذه الكتب إلى قراقورم عاصمة المغول؛ ليستفيدوا منها، فهم لا يزالون في مرحلة الطفولة الحضارية، ولكن التتار أمة همجية لا تقرأ ولا تريد أن تتعلم، فهي لا تعيش إلا لملذاتها وشهواتها فقط.
وكان هدفهم في الدنيا هو تخريبها، فألقى التتار بمجهود القرون الماضية في نهر دجلة، حتى تحول لون مياه نهر دجلة إلى اللون الأسود من أثر مداد الكتب، حتى قيل: إن الفارس التتري كان يعبر فوق المجلدات الضخمة من الضفة إلى الضفة الأخرى.

إن إغراق مكتبة بغداد ليست جريمة في حق المسلمين فقط، بل في حق الإنسانية كلها، وهي جريمة متكررة في التاريخ، فقد فعلها الصليبيون النصارى في الأندلس في مكتبة قرطبة الهائلة كما ذكرنا من قبل، وفعلوها مرة ثانية في الأندلس في مكتبة غرناطة عند سقوطها، فأحرقوا مليون كتاب في أحد الميادين العامة، وفعلوها في الأندلس مرة ثالثة ورابعة وخامسة وعاشرة في مكتبات طليطلة وأشبيلية وبلنسية وسرقسطة وغيرها.

وفعلها الصليبيون النصارى أيضاً في الشام في مكتبة طرابلس اللبنانية، فقد أحرقوا ثلاثة ملايين كتاب، ومكتبة طرابلس لا تقارن بالمرة بمكتبة بغداد، فتخيل الرقم الذي أغرق في نهر دجلة من الكتب من مكتبة بغداد، وفعلها الصليبيون النصارى في فلسطين في مكتبة غزة والقدس وعسقلان، ثم فعلها بعد ذلك المستعمرون الأوروبيون الجدد الذين نزلوا إلى بلاد العالم الإسلامي في القرن التاسع عشر، ولكنهم كانوا أكثر ذكاء من أجدادهم، فقد سرقوا الكتب إلى أوروبا ولم يحرقوها، ومازالت المكتبات الكبرى في أوروبا إلى الآن تحوي مجموعة من أعظم كتب العلم في الأرض، والكتب الأصلية في أوروبا أضعاف أضعاف ما يمتلكه المسلمون في بلادهم.

راجع: التتار من البداية إلى عين جالوت (5/14).

بحث

الأكثر تداولاً

مقالات متعلقة

2020‏/10‏/13
8٬672

عالم وفقيه وأديب يخترع ساعة بروبورت منذ 700عام!

كان للملك الكامل شمعدانًا يخرج منه شخص (روبورت)، كلما انقضت ساعة من الليل. حتى إذا مرت عشر ساعات، طلع هذا المجسم أعلى الشمعدان وقال: صبّح الله السلطان بالسعادة، فيعلم أن الفجر قد طلع!

2021‏/02‏/02
8٬489

المسلم الصيني مكتشف الأمريكيتين قبل كولومبوس!

عندما يبحث الناس عن كبير المستكشفين للأمريكيتين، فإنهم يجدوا الاسم الأكثر شهرة: كولومبوس، ولكن الكثير لا يعلم أحد أكثر المستكشفين إثارة للاهتمام، كهذا البحار المسلم، صاحب سفن الكنز، أضخم سفن العالم في وقته.

2020‏/12‏/24
75٬400

ثلاثة علماء مسلمين، اكتشفوا الجاذبية الأرضية قبل نيوتن بـ 700 عام!

إذا ما سألنا أي شخص: من مكتشف الجاذبية الأرضية؟ سيجيب فوراً (نيوتن)، لكن هل تعلم أن هناك أربعة علماء من علماء الإسلام قد اكتشفوا الجاذيية الأرضية قبل نيوتن بـ 700 عام!

مع تطبيق المصلي تعرف على المساجد القريبة أينما كنت بمنتهى الدقة

حمل المصلي الآن

مدار للبرمجة © 2025 جميع الحقوق محفوظة لشركة مدار البرمجة

Powered by Madar Software