
الكثير مِن المصلِّين حالَ ما يَنتهي من الصلاة المكتوبة يقوم على الفورِ؛ يسعى خارج المسجد، أو يصليَ نافلة، وهو بهذا يفوت على نفسه فرصة عظيمة لدعاء الملائكة له.
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «المَلاَئِكَةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ الَّذِي صَلَّى فِيهِ، مَا لَمْ يُحْدِثْ، تَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ». صحيح البخاري (445).
(تصلي) تدعو له بالرحمة. (ما لم يحدث) ما لم يحصل منه ما ينقض الوضوء أو يمنع من الصلاة.
قال ابن بطال رحمه الله: فمن كان كثير الذنوب وأراد أن يحطها الله عنه بغير تعب فليغتنم ملازمة مكان مصلاه بعد الصلاة ليستكثر من دعاء الملائكة واستغفارهم له. شرح صحيح البخاري لابن بطال (2/ 95).
فضلاً عما في فوائد أذكار بعد الصلاة من الفضائل وعظيم الثواب، كضمان الجنة لمن قرأ آية الكرسي ومات بعدها، ومغفرة الذنوب لمن سبح ثلاثاً وثلاثين وحمد ثلاثاً وثلاثين وكبر الله ثلاثاً وثلاثين، وغيرها من الفضائل.
والمرأة في بيتها كذلك إذا لزمت مكان صلاتها، تذكر الله بعد الصلاة نالها هذا الثواب العظيم والدعاء المستجاب من الملائكة لها.