مدونة المصلي >> تعليمي

أعظم ما يُفرح الصائم في ختام رمضان!

أعظم ما يُفرح الصائم في ختام رمضان!
2020‏/05‏/23
16٬228

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «للصائم فرحتان يفرحهما؛ إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقيَ ربَّه فرح بصومه» صحيح البخاري (1805)، صحيح مسلم (1151).

والصائم بين هاتين الفرحتين بالفطر والثواب تتحقَّق له أفراح وأفراح؛ فهو يفرح بتوفيق الله له بأداء هذه الفَريضة التي يغفر الله بها ما تقدَّم مِن ذنبِه؛ «مَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدَّم مِن ذنبه»، ويفرح لتحصيل أوقات الدعاء المُستجاب عند الفِطْر؛ «إنَّ للصائم عند فطره دعوةً ما تردُّ»، ويفرَح حين يوفَّق للقيام؛ «مَن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه»، ويفرَح لدعوة يَدعوها في وقت السحر حين يتنزَّل الله تعالى في الثلث الأخير من الليل في وقت إجابة الدعاء؛ «يَنزل ربُّنا - تبارَك وتَعالى - كل ليلة إلى السماء الدنيا، حين يَبقى ثلثُ الليل الآخر فيقول: مَن يدعوني فأستجيب له؟ مَن يَسألني فأعطيَه؟ مَن يَستغفرني فأغفر له؟»، ويفرَح لذِكْر الله في أول النهار بعد صلاة الفجر امتِثالاً لأمرِ الله تعالى: ﴿ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ ﴾ (ق: 39(.

أما أعظم أفراح الصائم، فحين يوفِّقه الله تعالى لقيام ليلة القدر وتَحصيل ثوابها؛ فهي ليلة خير مِن ألف شهر، وهي ليلة العفو والغفران، مَن قامها إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدَّم مِن ذنبِه؛ «مَن قام ليلة القدر إيمانًا واحتِسابًا، غُفر له ما تقدَّم مِن ذنبِه»، وعند النسائي: «وما تأخَّر».

وخاتِمة أفراح الصائمين هذه الجائزة الكُبرى التي يَقبضها الصائمون حين يحلُّ عيد الفطر وتصطفُّ الملائكة في الطرُقات، لتُهنِّئهم بالفوز والغُفران، روى ابنُ عساكرٍ، وذكَرَه النوويُّ في "شرح صحيح مسلم" (وفي الحديث ضعف) عن سعد بن أوس الأنصاري عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا كان يوم عيد الفطْر وقفَت الملائكة على أبواب الطرُق، فنادَوا: اغدوا يا معشر المسلمين إلى ربٍّ كريم، يمنُّ بالخير ثم يُثيب عليه الجَزيل، لقد أُمرتُم بقيام الليل فقمتم، وأُمرتم بصيام النهار فصُمتم، وأطعتُم ربَّكم فاقبِضوا جوائزكم، فإذا صلَّوا نادى منادٍ: ألا إنَّ ربكم قد غفر لكم فارجِعوا راشِدين إلى رحالكم، فهو يوم الجائزة، ويُسمى ذلك اليوم في السماء يوم الجائزة».

فالصائم يفرح لأجل كل هذا الثواب الذي وفقه المولى عز وجل له، وجعله من أهل رمضان، وأتم عليه نعمته ورزقه تمام الشهر في صحة وعافية، فما أكثر الأفراحَ المرتبطة بعبادة الصيام! نسأل الله تعالى الفرح والسعادة في الدارَين، وأن يَرزقنا العفو والعافية في الدنيا والآخرة.

مع تطبيق المصلي تعرف على المساجد القريبة أينما كنت بمنتهى الدقة

حمل المصلي الآن

مدار للبرمجة © 2022 جميع الحقوق محفوظة لشركة مدار البرمجة