حمل المصلي الآن
مدونة المصلي >> أخرى

مقتل الإمام أحمد بن نصر الخزاعي

مقتل الإمام أحمد بن نصر الخزاعي
2020‏/04‏/21
10٬979

كان الخليفة العباسي «المأمون» هو أول من حمل الناس على القول بخلق القرآن وامتحن العلماء على ذلك سنة 218هـ وهي نفس السنة التي هلك فيها، وقد أوصى خليفته من بعده وهو أخوه «المعتصم» أن يسير على نفس النهج، فعمل بالوصية ووقعت محنة الإمام أحمد الشهيرة، وقد استعمل المعتصم الشدة والعنف لإرغام العلماء على القول بخلق القرآن، ثم جاء الخليفة الواثق فكان أشدهم في الفتنة وأكثرهم اتباعًا للفكر الاعتزالي وإرغامًا للناس كبيرهم وصغيرهم على اتباع الضلالة والبدعة، وذلك بتأثير قاضي المحنة أحمد ابن أبي دؤاد.

لم يظهر على ساحة الأحداث أيام اشتداد المحنة غير الإمام أحمد بن حنبل، الذي نال القسط الأوفر من النكال والجلد والسجن والتضييق، ورجل آخر لا يعرفه كثير من الناس رغم جلالة قدره وإمامته وقتها وهو الإمام الكبير أحمد بن نصر بن مالك بن الهيثم الخزاعي المروزي ثم البغدادي، وكان مالك بن الهيثم جده من نقباء الدولة العباسية وأحد دعاتها ومؤسسيها، وكان أحمد من أئمة أهل السنة بالعراق وقوالاً بالحق وأمارًا بالمعروف، وقد بايعه الناس في بغداد سنة 202هـ على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الفترة التي حدث فيها فراغ بالسلطة، عندما كان الخليفة المأمون بخراسان وكان أحمد الخزاعي من أهل الحديث والعلم وعلى عقيدة السلف الصالح.

فلما اشتدت فتنة خلق القرآن في أيام الواثق، بدأ الإمام أحمد بن نصر في التحرك والجهر بالحق، فاجتمع عنده آلاف من الناس وألحوا عليه في القيام بحركة للإطاحة بحكم الواثق العباسي، وبذل له رجلان من الأغنياء الكثير من الأموال لتدعيم الحركة، واتفقوا على موعد معين للإطاحة بالخليفة الواثق بسبب بدعته وضلالاته وإجباره للناس على ذلك، ولكن بسبب خطأ بسيط ارتكبه بعض أتباع الحركة انكشفت الخطة وتم القبض على أحمد بن نصر وأتباعه.

أحضر الواثق أحمد بن نصر إلى قصره وحضر عنده القضاة والفقهاء الذين يقولون بخلق القرآن إما خوفًا أو جهلاً، فلما وقف أحمد بن نصر بين يدي الواثق بالله، لم يسأله الواثق عن أسباب الخروج عليه، بل سأله عن القرآن أمخلوق هو؟ وسأله عن صفة الرؤية وغير ذلك من الأمور العقدية التي يخالف فيها المعتزلة أهل السنة، فأجابه أحمد بن نصر بكل شجاعة وقوة وثبات بالحق الجلي، فاستفتى الواثق علماء السوء حوله، فأفتوا بقتله، فقام إليه الواثق وقتله بيده في 28 شعبان سنة 231هـ، وقد أثنى العلماء على شجاعة وثبات أحمد بن نصر الخزاعي، وقد تواترت الروايات على أن رأس الإمام أحمد بن نصر كانت تقرأ القرآن بعد قتله، وقد انتقم الله عز وجل من كل العلماء والفقهاء الذين أفتوا بقتله، رحمه الله.

راجع: تاريخ الطبري (9/139)، البداية والنهاية (10/329)، الكامل في التاريخ (6/86)، تاريخ بغداد (5/176)، سير أعلام النبلاء (11/166)، شذرات الذهب (2/69)، العبر (1/408).

بحث

الأكثر تداولاً

ellipse

مع تطبيق المصلي تعرف على المساجد القريبة أينما كنت بمنتهى الدقة

حمل المصلي الآن

مدار للبرمجة © 2025 جميع الحقوق محفوظة لشركة مدار البرمجة

Powered by Madar Software