فرصة ذهبية لاستغلال عزل كورونا وتحقيق أعظم فائدة في شعبان!

كان النبي صلى الله عليه وسلم يُكثر من الطاعة في شعبان وخاصة الصيام، «كان رسول اللَّه صلَّى الله عليْه وسلَّم يصومُ حتَّى نقول: لا يُفطر، ويُفطر حتى نقول: لا يصوم، فما رأيتُ رسولَ اللَّه صلَّى الله عليه وسلَّم استَكْمَل صيامَ شهرٍ إلَّا رمضان، وما رأيتُه أكثَرَ صيامًا منْه في شعبان». صحيح البخاري (1969)، صحيح مسلم (1156).

وذلك لأنَّه شهرٌ يَغْفُل عنْه النَّاس بين رجب ورمضان؛ فعن أسامة بن زيد، قال: قلتُ: يا رسولَ الله، لَم أرَكَ تصُومُ مِن شهْرٍ مِن الشُّهور ما تصُوم مِن شعبان؟ قال: «ذلك شهرٌ يَغْفل النَّاسُ عنْه بين رجب ورمضان، وهو شهرٌ تُرفع فيه الأعمال إلى ربِّ العالمين، فأحبُّ أن يُرفع عملي وأنا صائم». صحيح الجامع (1022).

وصار سلفنا الصالح على هذا النهج، فكانوا يُكثرون من الطاعات في شعبان، لا لفضل أو ثواب يميزها عن غيرها من الشهور، ولكن استعداداً لشهر رمضان، حتى كانوا يُطلقون على شعبان شهر القراء، فكانوا إذا دخل شعبان تركوا تجارتهم وأعمالهم وأشغالهم وأخذوا في قراءة القرآن وختمه، والإكثار من الصيام والصلاة والصدقات.

إن التمعن في هذا التخصيص الذي سار عليه بعض السلف والصالحين، له ما يقويه ويدعمه، بحيث كان الناس يرون في شعبان ذلك الشهر الموصل إلى رمضان، فيكون الاستعداد والتهيؤ لاستقبال رمضان، روحاً وجسداً، وعقلاً وقلباً، وذلك عن طريق الإكثار من قراءة القرآن، وحفظه وتدبر معانيه، فكانت مائدة القرآن من الموائد التي يتنافس الناس حولها، بحيث كان بعض التجار يخصص شهري  شعبان ورمضان كعطلة سنوية يتفرغ فيها إلى عبادته من صلاة وقيام وصيام وقراءة  للقرآن.

ونحن في عزل كورونا بالمنزل، وبعيدين عن صخب الحياة، وقد أراد المولى عز وجل لنا أن ننقطع عن أعمالنا وأشغالنا بفضله سبحانه، يمكننا أن نستغل شهر شعبان أفضل استغلال، وأن نستعد لرمضان أعظم استعداد، من خلال الإكثار من الصيام وختم القرآن بتدبر لمعانيه، حتى إذا أتى رمضان كنا قد استشعرنا حلاوة الصلاة ولذة القرآن ومتعة الصيام....

شاركونا ما خططتم له في شهر شعبان استعداداً لرمضان....