أحيانًا كثيرة يرن الهاتف ونحن في الصلاة بالمنزل، وربما يطيل التنبيه ويُشغل الإنسان في صلاته، وفي هذه الحالة يجوز له أن يرفع السماعة ولو تقدم قليلًا أو تأخر كذلك، أو أخذ عن يمينه أو شماله، بشرط أن يكون مستقبل القبلة، وأن يقول (سبحان الله) تنبيهًا للمتكلم بالهاتف، أو يغلق الهاتف.
فقد ثبت في الصحيحين «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي وَهُوَ حَامِلٌ أُمَامَةَ بِنْتَ زَيْنَبَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلِأَبِي العَاصِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ فَإِذَا سَجَدَ وَضَعَهَا، وَإِذَا قَامَ حَمَلَهَا» وفي رواية مسلم: «يؤم الناس» صحيح البخاري (516)، صحيح مسلم (543).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في البيت والباب عليه مغلق، فجئت فمشى حتى فتح لي ثم رجع إلى مقامه»، ووصفت أن الباب في القبلة. أخرجه أحمد(24027)، سنن أبي داود (922)، سنن الترمذي(601) بسند حسن.
وأما غلق الجوال إذا رنَّ أثناء الصلاة في صلاة الجماعة بالمسجد، فلا حرج فيه البتة، إذ هو حركة يسيرة للحاجة ولمصلحة الصلاة، ومعلوم أن المصطفى صلى الله عليه وسلم حمل الطفل ووضعه في الصلاة، ومشى خطوات وفتح الباب في الصلاة، كما ذكرنا آنفًا.
وإغلاق الجوال من هذا الباب، فيجب إغلاق الجوال إذا رنّ أثناء الصلاة وكان صوته عاليًا يؤذي المصلين، سواءٌ أكان تركه مفتوحًا عامدًا أو ساهيًا، لما في صوت الجوال من إيذاء للمصلين وتشويش عليهم ، وإيذاؤهم والتشويش عليهم حرام.
وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد نهانا في الحديث الذي رواه أحمد وغيره عن أن يجهر بعضنا على بعض في القرآن لما في ذلك من الأذية والتشويش، فكيف بالتشويش بأصوات الجوالات؟ فمن تعمد ترك هذه الجوالات تصدر أصواتها المزعجة مشوشة على المصلين فقد ارتكب فعلاً لا يقل عن حد الكراهة، وقد يصل ذلك إلى الحرمة. وأما من نسِي إغلاقها فلا تلحقه تبعة، وعليه أن يبادر بكتم الصوت ولو في الصلاة، فإن تلك حركة يسيرة لا أثر لها في صحة الصلاة.
وعلى أصحاب الهواتف المحمولة أن يتقوا الله ويحرصوا على إغلاق هواتفهم قبل الدخول إلى المسجد حتى لا يؤذوا إخوانهم المصلين.
راجع:
فتاوى اللجنة الدائمة (7/ 29).
فتوى رقم (10193) موقع الإسلام سؤال وجواب.