مدونة المصلي >> أخرى

منذ عام 169هـ... مسجد استغرق قرنين من الزمن حتى يكتمل! (بالصور)

منذ عام 169هـ... مسجد استغرق قرنين من الزمن حتى يكتمل! (بالصور)
2019‏/10‏/07
37٬851

إنه المسجد الجامع في قرطبة، والذي يقوم فوق بقعة صخرية تقع جنوبي غربي المدينة على مقربة من القنطرة العربية القديمة على نهر الوادي الكبير، وتحيط به الدروب الضيقة من جوانبه الأربعة.

يتألف مسجد قرطبة من الحرم والصحن والمئذنة ويبلغ بعداه 180×135 متراً أي تبلغ مساحته 24300 متراً مربعاً.

ويُدخل إلى الصحن المكشوف الواقع إلى جهة الشمال من أحد أبواب المسجد التسعة عشر وكلها من البرونز ويطلق على الصحن باحة البرتقال أو فناء النارنج.

يبدو بناء المسجد كقلعة ذات أسوار وأبراج. بلغ ارتفاع المئذنة 23.5متراً، وقد تهدمت وكانت تعدُّ من عجائب الدنيا.

وجدران الجامع سميكة مشيدة من الحجارة. أما الحرم فيحتوي على صفوف من الأعمدة قدّر ما كان من عددها إبان الحكم العربي بين 1013 و1290 عموداً لم يبق منها إلى اليوم سوى 856 عمود، وهي من المرمر والرخام وحجر اليَشَب والحجر السماقي، تزينها تيجان أعيد استعمالها من أبنية قديمة.

ويحتوي الحرم أيضاً على مقصورة رصفت أرضها بالفضة والقاشاني وتعلوها ثلاث قباب مزخرفة، ويعلو محراب المسجد سبع نوافذ تعبيراً عن السموات السبع.

استغرق بناء المسجد في شكله النهائي نحو قرنين من الزمن، فقد بدأ العمل في بنائه عام 169هـ/785م في عهد عبد الرحمن الداخل، ثم كانت المرحلة الأخيرة من التوسع في زمن الحاجب المنصور، والذي  استكمل البناء سنة 377هـ/987م.

وسقف المسجد وجدرانه نقشت عليها آيات من القرآن الكريم وزينت بزخارف مؤطرة، أو بلوحات جدارية زخرفية من الفسيفساء أو من الزجاج المطلي بالميناء، ومنها ما رصّع بالفضة والذهب.

وكان المسجد يضاء بمئتي ثريا تحمل سبعة آلاف قنديل من الزيت المعطّر.

أما المحراب فهو تجويف سباعي الأضلاع مطلي بالذهب ومزين بالفسيفساء من الميناء المزجج ومزخرف بقطع من الرخام وبنقوش من الذهب على أرضية زرقاء وقرمزية. ويعلو المحراب رباط من الأعمدة الرشيقة والعقود المزينة.

أما المنبر فيعد أجمل منبر في العالم لأنه يتألف من 37000 قطعة من العاج ومن الأخشاب المعطرة النادرة مثل خشب الأبنوس وعود الند والصندل وكلها مطعمة بالجواهر. أما المسامير التي تثبت المنبر فهي من الفضة والذهب.

كان المسجد الجامع في قرطبة مكان عبادة ومركزاً فكرياً غاية في الأهمية؛ لأنه احتوى على مدرسة وعلى مكتبة ضخمة تضم نحو 400000 مخطوطة مجلدة بالجلد القرطبي المزخرف وضعت في متناول الدارسين.

المصادر:

 الروض المعطار في خبر الأقطار للحميري 1/456، 457

خريدة العجائب وفريدة الغرائب لابن الوردي ص12،

نزهة المشتاق للإدريسي 2/579.

نفح الطيب من خصن الأندلس الرطيب للمقري التلمساني 1/4820.

مع تطبيق المصلي تعرف على المساجد القريبة أينما كنت بمنتهى الدقة

حمل المصلي الآن

مدار للبرمجة © 2022 جميع الحقوق محفوظة لشركة مدار البرمجة