يحدث بإذن الله تعالى في الفجر القادم 15 جمادى الأولى 1440هـ،21 يناير 2019، اصطفاف الشمس والأرض والقمر على خط مستقيم ومستوى واحد؛ مما يجعل ظل الأرض يسقط على سطح القمر، فتحدث ظاهرة الخسوف القمري.
وستكون ظاهرة الخسوف خسوفًا كاملاً للقمر يغشى ظل الأرض كامل القمر، ويبدأ القمر في الدخول في ظل الأرض الساعة 6:34 بتوقيت أم القرى، صباح الاثنين 15 جمادى الأولى، ويستمر في الدخول التدريجي حتى يختفي تماماً الساعة 7:41 صباحاً.
وتكون بداية الخسوف بعد صلاة الفجر في مدن السعودية؛ فسيرى سكان المملكة خسوفاً جزئيّاً بنسب متفاوتة قبل غياب القمر تحت الأفق وشروق الشمس؛ فبينما المنطقة الشرقية لن تشاهد الخسوف، ويُرى في الرياض بنسبة 4% مع غروب القمر ويكون في منطقة مكة بنسبة 33% والمدينة 51%، وأكثر نسبة مشاهدة من الخسوف ستكون في الشمال الغربي للمملكة سواحل منطقة تبوك بنسبة 90%.
والخسوف يُرى عالميّاً بشكلٍ كلي ويغرب وهو مخسوف تمامًا من السواحل الشرقية للبحر الأبيض المتوسط (فلسطين ولبنان وسوريا)، ومن مصر وغرباً، ويشمل ذلك وسط وشمال وغرب أفريقيا، وكامل أوروبا، بينما تشاهد جميع مراحل الخسوف من البداية للنهاية من قارتي أمريكا الشمالية والجنوبية والقطب الشمالي.
وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: خسفت الشمس، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - فزعًا، يخشى أن تكون الساعة، فأتى المسجد، فصلى بأطول قيام وركوع وسجود رأيته قط يفعله، وقال: «هذه الآيات التي يرسل الله، لا تكون لموت أحد، ولا لحياته، ولكن يخوف الله به عباده، فإذا رأيتم شيئًا من ذلك، فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره». متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (1059) , واللفظ له، ومسلم برقم (912).
وعن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، يخوف الله بهما عباده، وإنهما لا ينكسفان لموت أحد من الناس، فإذا رأيتم منها شيئًا فصلوا وادعوا الله، حتى يكشف ما بكم». متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (1041) , ومسلم برقم (911)، واللفظ له.
وخسوف القمر ككسوف الشمس من آيات الله، فافزعوا إلى الصلاة وإلى ذكر الله ودعائه واستغفاره.
ويكون موعد صلاة الخسوف بعد الفجر وقبل شروق الشمس، وهو وقت كراهة كما هو معلوم، فهل يجوز الصلاة في مثل هذا الوقت؟.... هذا ما نورده في فائدة لاحقة بإذن الله....
ملحوظة:
القمر الدموي:
يسمى الخسوف الكلي للقمر- أحيانًا- بالقمر الدّموي؛ بسبب ظهوره باللون الأحمر المائل للبرتقالي الذي يتسرب له عبر الغلاف الجوي للأرض خلال الخسوف.
القمر العملاق:
سيكون القمر في اليوم الذي يقع فيه الخسوف في الحضيض القمري؛ أي أنّه سيكون في أقرب نقطةٍ له من الأرض؛ ولذلك سيبدو القمر أكبرَ حجمًا في السماء، وبهذا سيكون الخسوف القادم خسوفًا قمريًّا دمويًّا للقمر العملاق.