حمل المصلي الآن
مدونة المصلي >> أخرى

معركة حصن بابليون

معركة حصن بابليون
2018‏/12‏/24
2٬732

بعد أن تم بفضل الله عز وجل فتح بلاد الشام، استأذن عمرو بن العاص وكان أحد قادة الفتح الإسلامي للشام الخليفة الفاروق عمر في فتح مصر، فتردد عمر في بادئ الأمر، ولكن عَمرًا استطاع إقناعه بأهمية هذا الفتح وخطورته، وبدأت مسيرة الفتح المبارك في ذي الحجة سنة 18هـ ـ 639م.

كانت مدينة العريش هي أول المدن المفتوحة في أول سنة 19هـ، وتوجه عمرو وجيشه بعد ذلك إلى مدينة الفرما «شرقي بورسعيد الآن» ورغم حصانتها ومناعة أسوارها اقتحمها الصحابة بسرعة، ولكن هذا الفتح كشف للقائد المحنك عمرو بن العاص أن فتح مصر يحتاج إلى إمدادات أخرى من الخليفة فأرسل إليه بذلك المعنى، ثم واصل سيره حتى فتح مدينة «بلبيس» وتقدم إلى نهر النيل وسار بحذائه حتى وصل إلى قرية «أم دنين» وكانت مرفأً هامًا على النيل شمالي حصن بابليون، وعندما أفاق الروم المحتلون لبلاد مصر وقتها من غفلتهم وسوء تدبيرهم، وقام قائدهم الحربي «تيودور» ووالي البلاد «قيرس» بالانحياز إلى حصن بابليون المنيع وأخذا في تنظيم قواتهما وكان من الممكن الاتصال بين الحصن وحامية أم دنين بسهولة فكلاهما على النيل، وانتقلت الجنود الرومانية بيسر من بابليون إلى أم دنين لقتال المسلمين بصورة شبه يومية، فثقل ذلك على عمرو وجيشه واستعجل عمرو الإمدادات من الخليفة.

وصلت الإمدادات وصار جيش المسلمين 15600 جندي، واستعد المسلمون لاقتحام حصن بابليون عند منطقة عين شمس، ووضع عمرو خطة ذكية تقوم على استدراج الروم للقتال خارج الحصن وذلك بعد أن وضع كمينًا خلف قلعة الجبل وآخر على مقربة منه وأمرهما بالانقضاض في وقت متفق عليه، فلما خرج الرومان بأعداد كبيرة للقتال دارت معركة حامية الوطيس، ثم انقض الكمينان دفعة واحدة، واحد على مؤخرة الرومان والآخر على ميمنته، فوقعت هزيمة قاسية عليهم وقتل معظمهم وفر الباقي إلى داخل الحصن، وتسلل اليأس إلى قلوب الرومان خاصة قائدهم «قيرس» الذي حاول مفاوضة المسلمين على الرجوع نظير أموال كثيرة وهو بالطبع لا يعلم أن المسلمين ما خرجوا لدنيا ولا مال إنما خرجوا لنشر رسالة السماء، فلم تصل المفاوضات لشيء، خاصة وأن جنود «قيرس» قد امتلأت قلوبهم حقدًا على المسلمين وأصروا على مواصلة القتال للانتقام من هزائمهم المتكررة، وحاولوا الهجوم مرة بعد مرة وفي كل مرة كانت الهزيمة نصيبهم والقتل حظهم، وعزم المسلمون على اقتحام الحصن بخطة جريئة قام بها البطل الحواري الزبير بن العوام رضي الله عنه، ينهي بها حالة المطاولة الرومية للمسلمين فتسلق أسوار الحصن وهتف عاليًا الله أكبر وقال: [والله لأفتحن الحصن أو لأذوقن ما ذاق حمزة بن عبد المطلب] ـ يعني الشهادة ـ وتبعه مجموعة من الأبطال في عملية فدائية مثيرة واشتبكوا مع حامية الأسوار وعندها أسرع «قيرس» وفتح الأبواب وطلب الصلح والتسليم للمسلمين، فوافق عمرو بن العاص على ذلك، وتم الفتح والصلح في يوم الجمعة 17 ربيع الآخر سنة 20 هـ.

راجع ما يلي: تاريخ الرسل والملوك (2/512ـ 515)، الكامل في التاريخ (2/405)، البداية والنهاية (7/93)، النجوم الزاهرة (1/10)، فتوح البلدان ص216، تاريخ مصر الإسلامية ص19ـ 24.

بحث

الأكثر تداولاً

ellipse
loading

مع تطبيق المصلي تعرف على المساجد القريبة أينما كنت بمنتهى الدقة

حمل المصلي الآن

مدار للبرمجة © 2025 جميع الحقوق محفوظة لشركة مدار البرمجة

Powered by Madar Software