
الفقيه، شيخ الشافعية الكبير، طاهر بن عبد الله بن طاهر بن عمر، ولد بمدينة آمل بطبرستان سنة 348هـ، بدأ كعادة العلماء والأفذاذ في تلقي العلم صغيرًا، وبدأ في سماع الحديث من علماء بلاده ودرس على أيديهم الفقه، ثم انتقل إلى بغداد مركز الإشعاع العلمي وقتها، وعاصمة العلوم الشرعية فاشتغل على الإمام أبي حامد الإسفراييني، وسمع الحديث من الدارقطني.
كان أبو الطيب الطبري ثقة دينًا ورعًا عالمًا بالأصول والفروع، متقللاً من الدنيا زاهدًا فيها حتى أنه كان له ولأخيه عمامة واحدة وقميص واحد، إذا لبسها هذا جلس الآخر في البيت لا يخرج منه والعكس، وإذا غسلاهما جلسا في البيت إلى أن ييبسا، وكان محافظًا على نفسه من اللهو والعبث وسفاسف الأمور حتى أنه قد بلغ من العمر اثنين ومائة عامٍ وهو صحيح العقل والفهم والأعضاء، يفتي ويدرس ويشتغل عليه طلبة العلم، وقد ركب مرة سفينة، فلما خرج منها قفز قفزة لا يستطيعها الشباب فقيل له: ما هذا يا أبا الطيب؟ قال هذه أعضاء حفظناها في الشبيبة فحفظها الله لنا في الشيبة، وقد توفي رحمه الله في 29 ربيع الأول 450هـ.
راجع ما يلي: سير أعلام النبلاء (7/668)، وفيات الأعيان (2/512)، تاريخ بغداد (9/358)، طبقات الشافعية للسبكي (5/12)، شذرات الذهب (3/284)، العبر (3/223)، البداية والنهاية (12/87)، المنتظم (8/198).