مدونة المصلي >> أخرى

سحابة سخرها الله لمنفعة رجل واحد، تُرى ما السبب؟!

سحابة سخرها الله لمنفعة رجل واحد، تُرى ما السبب؟!
2018‏/11‏/11
12٬962

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «بينا رجل بفلاة من الأرض ، فسمع صوتاً في سحابة: اسق حديقة فلان، فتنحّى ذلك السحاب ، فأفرغ ماءه في حَرّة ، فإذا شَرجةٌ من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله، فتتبّع الماء فإذا رجل قائم في حديقته يحول الماء بمسحاته، فقال له: يا عبد الله، ما اسمك؟ قال: فلان، للاسم الذي سمع في السحابة، فقال له: يا عبد الله، لم تسألني عن اسمي؟ فقال: إني سمعت صوتاً في السحاب الذي هذا ماؤه ، يقول: اسق حديقة فلان لاسمك، فما تصنع فيها؟ قال: أما إذ قلت هذا، فإني أنظر إلى ما يخرج منها، فأتصدق بثلثه، وآكل أنا وعيالي ثلثاً، وأرد فيها ثلثه ) رواه مسلم (2984).

(الفلاة): الأرض الواسعة أو الصحراء، (في حرة): هي الأرض التي تكثر بها الحجارة السوداء، (شرجة من تلك الشراج): قنوات الماء، (بمسحاته): أداة من أدوات الزراعة وهي المجرفة.

قد يبدو للناظرين إلى ظواهر الأمور أن يد الخير المبذولة إلى الفقراء، والعطوفة على المساكين، ما هي إلا صورة من تبديد الثروات، وتضييع المدّخرات، وسببٌ في نقص رؤوس الأموال.

ولكنّ الشريعة الإلهيّة تقول شيئاً آخر، فالإنفاق وسيلةٌ لنماء المال، وحلول البركة فيه، كحال من يبذر الحبّة في الأرض، سرعان ما تنمو وتكبر حتى تصبح شجرةً باسقة، يانعةً مثمرة.

وإذا كان هذا الرّجل الصالح قد نال من خير تلك السحابة وبركاتها، فتلك عاجل بشراه في الدنيا، أما في الآخرة فما أعدّه الله له من ألوان الكرامة أعظم وأعظم.

فالإنفاق على المحتاجين وتفريج كرب المسلمين هي تجارة عظيمة مع الله سبحانه وتعالى لا يخسر صاحبها أبداً، لتفضّل الكريم سبحانه وتعالى على عباده المنفقين بالبركة والنماء، والخُلف في المال، وجعل الإنفاق سبباً من أسباب الرزق، وشاهد ذلك قوله تعالى: {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين } ( سبأ : 39 ) ، وقوله في الحديث القدسيّ : ( يا بن آدم أَنفق أُنفق عليك ) متفق عليه.

المصدر: من بدائع القصص النبوي الصحيح، لمحمد جميل زينو.

مقالات متعلقة

مع تطبيق المصلي تعرف على المساجد القريبة أينما كنت بمنتهى الدقة

حمل المصلي الآن

مدار للبرمجة © 2022 جميع الحقوق محفوظة لشركة مدار البرمجة