عن محمد بن الحسن قال: دخل اللصوص على رجل، فأخذوا متاعه، واستحلفوه بالطلاق ثلاثًا أن لا يعلم أحدًا. قال: فأصبح الرجل وهو يرى اللصوص يبيعون متاعه، وليس يقدر أن يتكلم من أجل يمينه، فجاء الرجل يشاور أبا حنيفة، فقال له أبو حنيفة: أحضرني أمام حيك، والمؤذن وكبار القوم حضور.
فأحضره إياهم، فقال لهم أبو حنيفة: هل تحبون أن يرد الله على هذا متاعه، قالوا: نعم، قال: فاجمعوا كل ذي فاجر عندكم وكل متهم فأدخلوهم في دار أو في مسجد، ثم أخرجوا واحدًا واحدًا، فقولوا: هذا لصك؟ فإن كان ليس بلصه، فليقل: لا، وإن كان لصه، فليسكت، فإذا سكت فاقبضوا عليه. ففعلوا ما أمرهم به أبو حنيفة، فرد الله عليه جميع ما سرق منه. الأذكياء لابن الجوزي (72).