
عن عروة وعمرة أن عائشة رضي الله تعالى عنها كانت إذا اعتكفت في المسجد تعتكف العشر الأواخر من رمضان، ولا تدخل بيتها إلا لحاجة الإنسان التي لابد منها، وكانت تمرّ بالمريض من أهلها فتسأل عنه وهي تمشي لا تقف. التمهيد (8/ 319).
سبحان الله دليل على عظم انقطاعهم لله تبارك وتعالى؛ بخلاف أناس في هذا الزمن يعتكفون ومعهم الجوالات والنقالات وكأنهم ليسوا في انقطاع مع الباري جل وعلا، يتحدثون في البيع والشراء وهم في المسجد، يزعمون أنهم معتكفون!! يتحدثون مع أهليهم وذويهم وكأنهم في المجتمع أو في البيت، لا فرق، إذ لا يوجد انقطاع عن الناس مع الله تبارك وتعالى.
وهذه أمّنا عائشة رضي الله تعالى عنها لا تدخل بيتها إلا لحاجة الإنسان، أي لقضاء الحاجة التي لابد منها، وكانت تمرّ بالمريض من أهلها فتسأل عنه، وهي تمشي ولا تقف، دليل عظيم على الانقطاع لله تبارك وتعالى.