عن أبي موسى، قال: كنت أنا وأصحابي الذين قدموا معي في السفينة نزولا في بقيع بطحان، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، فكان يتناوب رسول الله صلى الله عليه وسلم عند صلاة العشاء كل ليلة نفر منهم، قال أبو موسى: فوافقنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأصحابي وله بعض الشغل في أمره، حتى أعتم بالصلاة حتى ابهار الليل، ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلى بهم، فلما قضى صلاته، قال لمن حضره: «على رسلكم، أعلمكم وأبشروا أن من نعمة الله عليكم أنه ليس من الناس أحد يصلي هذه الساعة غيركم»، أو قال: «ما صلى هذه الساعة أحد غيركم» - لا ندري أي الكلمتين قال -، قال أبو موسى: «فرجعنا فرحين بما سمعنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم».
صحيح البخاري (567)، صحيح مسلم (641).
(نزولا في بقيع بطحان) أي كنا نازلين في بقيع بطحان والبقيع من الأرض المكان المتسع قال ابن الأثير ولا يسمى بقيعًا إلا وفيه شجر أو أصولها وبطحان موضع بعينه واد بالمدينة.
(يتناوب) أي يأتيه كل ليلة عدة رجال مناوبين غير مجتمعين.
(إبهار الليل) انتصف وبهرة كل شيء وسطه.
(على رسلكم) أمر بالرفق والتأني أي تأنوا.