مدونة المصلي >> أخرى

بلغ من وفائه لصاحبه أن يسد عنه دينه دون علمه، وما علم صاحبه بذلك إلا بعد مماته! (قصة رائعة)

بلغ  من وفائه لصاحبه أن يسد عنه دينه دون علمه، وما علم صاحبه بذلك إلا بعد مماته! (قصة رائعة)
2018‏/03‏/18
1٬968

عن محمد بن عيسى قال: كان عبد الله بن المبارك كثير الاختلاف إلى طرسوس، وكان ينزل الرقة في خان -يعني في فندق- فكان شاب يختلف إليه ويقوم بحوائجه ويسمع منه الحديث، قال: فقدم عبد الله الرقة مرة فلم ير ذلك الشاب، وكان مستعجلاً -أي عبد الله بن المبارك - فخرج في النفير -أي: في الجهاد- فلما قفل من غزوته ورجع إلى الرقة، سأل عن الشاب فقالوا: إنه محبوس لدين ركبه، فقال عبد الله : وكم مبلغ دينه؟ فقالوا: عشرة آلاف درهم، فلم يزل يستقصي حتى دل على صاحب المال، فدعا به ليلاً ووزن له عشرة آلاف درهم، وحلفه أن لا يخبر أحدًا ما دام عبد الله حيًا، وقال: إذا أصبحت فأخرج الرجل من الحبس، وأدلج عبد الله -أي: سار في آخر الليل- وأخرج الفتى من الحبس،  وعندما خرج من الحبس قيل له: عبد الله بن المبارك كان هاهنا، وكان يذكرك وقد خرج، فخرج الفتى في أثره، فلحقه على مرحلتين أو ثلاث من الرقة، فقال عبد الله بن المبارك للفتى: أين كنت؟! لم أرك في الخان! - انظر عبد الله يتصانع رضي الله عنه أنه ما علم عن حال الفتى- قال: نعم. يا أبا عبد الرحمن ! كنت محبوسًا بدين، قال: وكيف كان سبب خلاصك؟! قال: جاء رجل وقضى ديني ولم أعلم به حتى أخرجت من الحبس، فقال له عبد الله : يا فتى! احمد الله على ما وفق لك من قضاء دينك.

فلم يخبر ذلك الرجل (الدائن) أحدًا إلا بعد موت عبد الله.

راجع: سير أعلام النبلاء (7/369).

ومع وفائه لصاحبه وعدم جرح مشاعره ومنّه عليه بذلك، فإن عبدالله بن المبارك كان حريصًا على خبيئة العمل الصالح، فينبغي لكل إنسان منا أن تكون له خبيئة من عمل صالح، يربيها له المولى عز وجل، عسى أن تكون فيها النجاة يوم القيامة.

مقالات متعلقة

مع تطبيق المصلي تعرف على المساجد القريبة أينما كنت بمنتهى الدقة

حمل المصلي الآن

مدار للبرمجة © 2022 جميع الحقوق محفوظة لشركة مدار البرمجة