مدونة المصلي >> أخرى

(بليع الأرض) أول من صُلب في ذات الله وأول من سنّ الصلاة قبل الموت صبرًا!

(بليع الأرض) أول من صُلب في ذات الله وأول من سنّ الصلاة قبل الموت صبرًا!
2018‏/03‏/13
1٬785

هو خبيب بن عدي بن مالك الأوسي الأنصاري الشهيد، شهد بدرًا وأحدًا.

وحين جاء رجال قبيلة عضل ورجال قبيلة القارة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: يا رسول الله, إن فينا إسلامًا فابعث معنا نفرًا من أصحابك يفهموننا في الدين، ويقرئوننا القرآن، ويعلموننا شرائع الإسلام فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة من أصحابه وهم: مرثد ابن أبي مرثد الغنوي وهو أمير القوم، وخالد بن البكير الليثي وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، وخبيب بن عدي، وزيد بن الدثنة، وعبد الله بن طارق.

ولما انطلق المشركون بخبيب وزيد وباعوهما بمكة، اشترى خبيبًا بنو الحارث بن عامر بن نوفل وكان خبيب هو قاتل الحارث يوم بدر, فمكث عندهم أسيرًا حتى إذا أجمعوا على قتله، استعار موسى (للحلاقة) من بعض بنات الحارث يستحد بها فأعارته, قالت: فغفلت عن صبي لي، فدرج إليه (ذهب إليه) حتى أتاه فوضعه على فخذه, فلما رأيته، فزعت فزعة عرف ذلك مني، وفي يده الموسى، فقال: أتخشين أن أقتله؟ ما كنت لأفعل ذلك إن شاء الله.

تقول مارية مولاة حجير بن أبي إهاب: حبس خبيب في بيتي, ولقد اطلعت عليه وإن في يده لقطفًا من عنب مثل رأس الرجل يأكل منه, وما بمكة يومئذ من العنب رزق رزقه الله خبيبًا.

فلما خرجوا به ليقتلوه وقد نصبوا خشبة ليصلبوه فانتهى إلى التنعيم, فقال: إن رأيتم أن تدعوني أركع ركعتين: فقالوا: دونك, فصلى ثم قال: والله لولا أن تظنوا إنما طولت جزعًا من القتل لاستكثرت من الصلاة، فكان أول من سن الصلاة عند القتل.

 

قال سعيد بن عامر بن حذيم: شهدت مصرع خبيب وقد بضعت قريش لحمه ثم حملوه على جذعة فقالوا: أتحب أن محمدًا مكانك؟ فقال: والله ما أحب أني في أهلي وأن محمدًا شيك بشوكة.

قال ابن إسحاق: قال عاصم: ثم رفعوه على خشبة فلما أوثقوه قال: اللهم إنا قد بلغنا رسالة رسولك فبلغه الغداة بما يصنع بنا، ثم قال: اللهم أحصهم عددًا واقتلهم بددًا ولا تغادر منهم أحدًا ثم قتلوه.

وأوحى الله إلى رسوله ما حدث لخبيب، فبعث عمرو بن أمية الضمري لينزله من خشبة الصلب: فجاءه ورقى إلى الخشبة متخوفًا من العيون، وأطلقه، فوسَّدَ جثمانه على الأرض، ثم يقول عمرو بن أمية: فالتفت فلم أر شيئًا، فكأنما ابتلعته الأرض، ولم يعثر على جثمانه بعد ذلك.

فكان أول من صُلب في ذات الله وأول من سنّ الصلاة قبل الموت صبرًا.

المراجع :

الإصابة في تمييز الصحابة (1/ 458).

البداية والنهاية (4/ 76).

الكامل في التاريخ (2/ 56).

الاستيعاب في معرفة الأصحاب (2/ 441).

معجم الصحابة للبغوي (2/ 266).

أسد الغابة (2/ 154).

مقالات متعلقة

مع تطبيق المصلي تعرف على المساجد القريبة أينما كنت بمنتهى الدقة

حمل المصلي الآن

مدار للبرمجة © 2022 جميع الحقوق محفوظة لشركة مدار البرمجة