روى الطبراني عن وبر بن عيسى الخزاعي قال: قال لي رسول الله: «إذا بنيت مسجد صنعاء فاجعله عن يمين جبل يقال له ضين».المعجم الأوسط (1/ 253) وحسن إسناده الهيثمي في مجمع الزوائد. (2/12).
ولو أنّا أخرجنا خطّاً مستقيماً من وسط المسجد ـ الموقع الذي حدده رسول الله صلى الله عليه وسلم لبنائه ـ ثم انطلقنا به على استقامته حتى نمرّ به من يمين قمّة جبل ضين، ثم أرسلناه أيضًا على استقامته خطاً واحداً، فإنّا سنجد أنه يصل إلى مكة أولاً ثم يستقرّ في جدار الكعبة، متوسِّطاً ما بين الركن والحجر الأسود.
وجاءت الطائرات والصواريخ والأقمار الصناعية تصور الأرض بمدنها وجبالها وبحارها فقدمت لنا صورة حقيقة للأماكن الثلاثة التي بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجد صنعاء، جبل ضين، الكعبة ـ فإذا بها تقع على خط مستقيم؛ رغم بعد المسافة وكروية الأرض، وعدم توفّر الشروط والوسائل العلمية زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وكل ذلك تم بعبارة سهلة وعلامة واضحة جلية وعمل متقن دقيق، ، وهو عليه الصلاة والسلام لم يزر اليمن ولا رأى جبل ضين، ولا يعلم الناس في زمنه المسافة التي تفصل بين مكة وصنعاء، كل ما سبق يشهد أن ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم ليس في مقدور بشر في عصره وحتى بعد عصره بقرون طويلة وإنما هو الوحي والعلم الإلهي وصدق الله القائل: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: 3، 4].
يُنظر: الأقمار الصناعية تشهد بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم، عبد المجيد الزنداني.