مدونة المصلي >> أخرى

تعرف على الفوائد الخمس للمصلي في حياته الدنيا!

تعرف على الفوائد الخمس للمصلي في حياته الدنيا!
2018‏/02‏/19
8٬145

إن بتأمل الإنسان للصلاة وأحكامها يرى مدى عظمة نفعها للناس في هذه الدنيا، وتحقيقها لصحة النفس وسعادتها، فضلًا عن فوائدها الاجتماعية، وذلك من وجوه:

الوجه الأول: تحقيق الحكمة الكبرى من خلق العباد في هذه الحياة الدنيا، وإنزال الكتب، وإرسال الرسل: وهي تحقيق العبادة الخالصة لله جل جلاله، وشعور العبد أنه مرتبط ـ دائمًا ـ وفي كل أوقاته إلى هذه العروة الوثقى، وأنه: ما ذهب في مذهب، وراح مراحا، إلا وهو عائد إلى ربه، مقبل عليه. قال الله تعالى: ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ) الذاريات/56-58.

وقال تعالى: ( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ) البينة/5.

وقال تعالى: ( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) الأنعام/162-163.

الوجه الثاني: من المعلوم من نصوص الشرع، ومن واقع حياة الناس أن أصح الناس نفسا وأعدلهم مزاجا وأكثرهم سعادة هم الأتقياء الصالحون. قال الله تعالى: ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) النحل/97.

وقال الله تعالى: ( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ )الجاثية /21.

وأعظم باب لتحقيق الصلاح والتقوى هو الالتزام بالصلاة وإقامتها حق الإقامة من غير إخلال بها، فمن أقامها وحافظ عليها بشروطها وأركانها وواجباتها وسننها، فإنه يبعد نفسه عن سبل المنكر والفحشاء، ويحقق تقوى الله تعالى، ويدخل في زمرة عباد الله الصالحين.

قال الله تعالى: ( اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ) العنكبوت /45.

الوجه الثالث: هذه الحياة لا تخلو من الهموم والأحزان، ولابدّ للإنسان للخروج من ضغوطها أن يكون عنده من يشكو له همه وأحزانه، والمسلم إنما يشكو همه وحزنه إلى الله تعالى. كما حكى الله تعالى قول يعقوب عليه السلام: ( قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) يوسف/ 86.

وأفضل وقت وحال لبث الإنسان أحزانه وهمومه إلى الله تعالى، هو وقت الصلاة ؛ لأنه يكون بين يديه والعبد أقرب ما يكون من ربه حال سجوده. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ، فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ ) رواه مسلم ( 482 ). فالصلاة تعين المسلم على إزاحة هموم الدنيا وأحزانها.

قال الله تعالى: ( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ) البقرة /45.

قال ابن كثير رحمه الله تعالى: " يقول تعالى آمرًا عبيده، فيما يؤملون من خير الدنيا والآخرة، بالاستعانة بالصبر والصلاة... وأما قوله: ( وَالصَّلَاةِ ) فإن الصلاة من أكبر العون على الثبات في الأمر... وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه نعي إليه أخوه قُثَم وهو في سفر، فاسترجع، ثم تنحى عن الطريق، فأناخ فصلى ركعتين أطال فيهما الجلوس، ثم قام يمشي إلى راحلته وهو يقول: ( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ) ". تفسير ابن كثير " ( 1 / 251 - 253 ). وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا جاءه ما يهمه فزع إلى الصلاة. فعَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ، صَلَّى " رواه أبوداود ( 1319 )، وحسنه الألباني في " صحيح أبي داود " ( 1192 ). فالحاصل من كل ما مضى ؛ أن الصلاة تساهم في تقويم نفس المسلم واعتدال مزاجها.

قال الله تعالى: ( إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا، إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا، وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا، إِلَّا الْمُصَلِّينَ، الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ )المعارج / 19 23.

الوجه الرابع، وهي فوائد تبعية، وليست مقصودة بالقصد الأصلي للعبادة: أن كثيرًا من الفوائد والمصالح الجسدية والبدنية: تعود على العبد، بما يحافظ عليه من الصلاة في مواقيتها ؛ الصلاة لا تتم إلا بشرط الوضوء، وطهارة الجسد والثياب وبقعة الصلاة من النجاسات، ويندب للمصلي استعمال السواك، وأن يستعمل أحسن ثيابه، وأن يغتسل ويتطيب لصلاة الجمعة، كما يجب عليه الاغتسال للصلاة إذا أصابته جنابة.

وهذه الأعمال أنفع وقاية للإنسان من الأمراض، والحكمة الطبية تقول: الوقاية خير من العلاج.

والصلاة منشطة للجسم مذهبة للخمول خاصة إذا كان المصلي كثير النوافل وكثير المشي إلى المساجد.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلاَثَ عُقَدٍ، يَضْرِبُ على كُلَّ عُقْدَةٍ: عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ. فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلاَنَ ) رواه البخاري ( 1142 )، ومسلم ( 776 ).

الوجه الخامس: الفوائد الاجتماعية: فللصلاة فائدة هامة وعظيمة للمجتمع المسلم وذلك من خلال الصلاة جماعة في المساجد، والتعارف والتقارب بين الناس في مثل تلك الأماكن الفاضلة، وتوحد القلوب على العبادة، واستقامتها في صف واحد، من غير تفريق بين كبير ولا صغير، ولا غني ولا فقير.  ثم في طي ذلك من الحكم، ومنافع العبد ومصالحه، في دينه ودنياه، ما لا يبلغ قدره إلا الحكيم الخبير: (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) الملك/14.

مع تطبيق المصلي تعرف على المساجد القريبة أينما كنت بمنتهى الدقة

حمل المصلي الآن

مدار للبرمجة © 2022 جميع الحقوق محفوظة لشركة مدار البرمجة