مدونة المصلي >> أخرى

تعرف على أول من استخدم الاستنشاق لتخدير المرضى، والمراهم كتخدير موضعي!

تعرف على أول من استخدم الاستنشاق لتخدير المرضى، والمراهم كتخدير موضعي!
2018‏/01‏/30
1٬846

يؤكد الباحثون في تاريخ العلوم بما لديهم من وثائق علمية ومصادر تاريخية -مع قلتها وندرتها- على سبق المسلمين الأوائل في علم التخدير، فلم ينس المسلمون أن أول خلق الله تعالى كان آدم عليه السلام، وعندما أراد الله أن يخلق منه حواء أخلده سبحانه إلى النوم، فاستيقظ فإذا بجانبه حواء، فكان أول تفكير المسلمين في النوم كأداة للتخدير، ولكن كيف يستسلم المريض للنوم؟

ومن هنا بدأ المسلمون يتفننون في استحداث أساليب مختلفة؛ كي ينام المريض لعمل جراحة معينة، فتعلموا أولًا من الصينيين استعمال الإبر الذهبية أو الفضية على العقد العصبيَّة، ثم استعملوا نبات حبق الراعي بعد حرقه للتخدير، وجربوا حبس الدم عن المناطق المختلفة من الجسم باستعمال الضغط الشرياني أو الوريدي لتخدير المكان.

ولم يكتف المسلمون الأوائل بذلك، بل لجئوا إلى حرق بعض النباتات، واستعمال أبخرتها ليستنشقها المريض فيتخدر, ويقوم الجرَّاح بعمله بعد ذلك, واستعملوا الكحول في كل المواد المخدرة بنسبة معينة.

والذي يقرأ كتاب (القانون في الطب) لابن سيناء، يجد أنه يوصي باستعمال نبات اليبروح كمخدر، وهذا النبات من الفصيلة الباذنجانية.

وكما يقول الباحثون في تاريخ العلوم، فإن التخدير أصله عربي، ولم ينل المسلمون الأوائل تلك السمعة العالمية في الطب إلا لمعرفتهم التخدير، نعم، وإلاّ كيف كان يمكن لعالِم وجرَّاح عربي كـ"الزهراوي" مثلًا، أن يقوم بعمليات استخراج الحصى من الكُلَى أو الحالب، مستخدمًا المشرط والخياطة، دونما تخدير المريض؟!

فلقد كان عمله حقيقة عملاً رياديًّا وعظيمًا في عصره, لقد كانوا يستخدمون قطعة من القماش أو الكتان لتمتص المناقيع، ويضعونها على أنف المريض قبل بدء الجراحة، فكانوا أول من استخدم الاستنشاق لتخدير المريض، فإن الروم في عصرهم كانوا يستعملون مشروبات فقط في التخدير، ولم يعرفوا الاستنشاق بعدُ، كما يقول د. نزار العاني وهو باحث في تاريخ العلوم.

لقد استخدم المسلمون الحشيش والأفيون بنسب مختلفة، ونبات ست الحسن أو البلادونا حاليًا، والشكران كذلك الذي تجرعه سقراط قبل موته بكمية كبيرة، فالقليل منه يحدث تخديرًا وتنميلاً في الجسم.

والأعجب من هذا أنهم أول من عرف المراهم كمخدرات قبل الجراحة، كما يذكر الباحث الدكتور طه الجاسر: أن العرب عرفوا الأثيير كمخدر وزيت الزاج (حمض الكبريتيك) لعمل المراهم والمخدرات.

هذه كانت بعض مساهمات الأوائل في بناء صرح الحضارة العلمية والإنسانية؛ ولذلك ارتفع شأنهم وعلا ذكرهم وسُجِّلت أسماؤهم بأحرف من نور في صفحات التاريخ.

فهل آن الأوان لنواصل المسيرة، ويفخر بنا الأجداد كما فخرنا بهم.

راجع:

علم التخدير في الإسلام، للدكتور ماهر خليل.

مجلة الوعي الإسلامي، العدد (353)، المحرم 1416هـ.

مقالات متعلقة

مع تطبيق المصلي تعرف على المساجد القريبة أينما كنت بمنتهى الدقة

حمل المصلي الآن

مدار للبرمجة © 2022 جميع الحقوق محفوظة لشركة مدار البرمجة